أكد الكاتب البريطاني غراهام راديك أن الصفقة التي أبرمها رجل الأعمال السعودي سلطان محمد أبو الجدايل واشترى بموجبها نسبة 30 بالمئة من أسهم صحيفة الاندبندنت البريطانية “تثير شكوكا كثيرة حول استقلالية الصحافة في بريطانيا بشكل عام وحرية التعبير في الاندبندنت على وجه الخصوص”.

وقال راديك: إن “أخبار صفقة أبو الجدايل ظهرت الأسبوع الماضي وهو ما يثير مخاوف من أن الموقف السياسي الليبرالي لصحيفة الاندبندنت والتغطية الانتقادية التي تسجلها في مجال حقوق الإنسان ضد السعودية يمكن أن يتغير بصورة كبيرة”.

وأوضح راديك أن هناك علاقة تربط بين أبو الجدايل والنظام السعودي فهو يعمل في “الأهلي كابيتال” الذراع المصرفي الاستثماري للبنك الأهلي التجاري الذي يسيطر عليه النظام السعودي.

واشار راديك الى أن صفقة ابو الجدايل ستسمح بضخ نحو مئة مليون جنيه إسترليني إلى شركة “ديجيتال نيوز آند ميديا” وهي المؤسسة القابضة لصحيفة الإندبندنت الأمر الذي أثار مخاوف كبيرة لدى كثير من الصحفيين البريطانيين بمن فيهم العاملون لدى الاندبندنت والذين أعربوا عن عدم ارتياحهم لضح الاستثمارات السعودية في صحيفتهم وتأثيرها على الاستقلالية التحريرية واحتمالية تعرضها للخطر.

وتربط بريطانيا والنظام السعودي علاقات تجارية واقتصادية وجيوسياسية وثيقة وتغطي الحكومة البريطانية على جرائم نظام بني سعود كما تجمع بين بريطانيا والولايات المتحدة والنظام السعودي شراكة قديمة بلغت حدودا غير مسبوقة خلال السنوات الماضية تمثلت بدعم الإرهاب وتزويد التنظيمات الإرهابية في سورية بالمال والسلاح وتغطية جرائمها سياسيا إلى جانب مواصلة عرقلة محاولات التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية.

ووصل عمق العلاقات بين بريطانيا والسعودية إلى درجة دفعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى إخفاء تقرير حول تمويل النظام السعودي مجموعات إرهابية داخل بريطانيا خشية أن يلحق ذلك الضرر بالعلاقات مع حليفها السعودي.