آخر تحديث : الثلاثاء ( 30-04-2024 ) الساعة ( 5:37:48 صباحاً ) بتوقيت مكة المكرمة
آخر الأخبار :

#تحذير: امطار غزيره وصواعق وتدفق السيول بالمحافظات news #عاجل:سيول وفيضانات مدمرة وانهيارات أرضية تضرب هذه المحافظه اليمنيهnews #عاجل:سيول جارفة وأمطار غزيرة تهدد سلامة سكان هذه المحافظات اليمنية خلال الساعات القادمةnews #روسيا : الضربات الامريكية البريطانية على اليمن غير مقبولةnews #كوبا: تحذر من استمرار العدوان الأمريكي البريطاني على اليمنnews #المرشد الإيراني علي خامنئي تعليقا على بدء الهجوم على إسرائيل: ستتم معاقبة النظام الشريرnews #عاجل: الحدث...اطلاق عدد من صواريخ كروز المواجهه باتجاه إسرائيل news #عاجل: تحذير لكافة المواطنين من مخاطرَ خلال ساعاتnews هذه الدول تعلن يوم غد الثلاثاء المتمم لرمضانnews رسميا : اليمن تعلن موعد يوم عيد الفطر المبارك news

موسكو اليوم.. ودمشق غداً

موسكو اليوم.. ودمشق غداً

الجماهير برس - البعث      
   الاربعاء ( 28-01-2015 ) الساعة ( 5:42:35 صباحاً ) بتوقيت مكة المكرمة

شئنا أم أبينا، ثمة حقيقتان واضحتان تحكمان “لقاء موسكو التشاوري” المنعقد هذه الأيام، أولهما، أن هذا اللقاء لم يكن له أن يبصر النور لولا صمود دمشق طيلة السنوات الماضية، وثانيهما، أن أي اجتماع بين سوريين، خاصة إذا كانا مختلفين، هو أمر، بغض النظر عن مساره ومآله، مطلوب بحد ذاته ومفيد في تبعاته، بشرط  ألا يكون “شيطان-الخارج” ثالثهما.

والحال فإنه وبهدي هاتين الحقيقتين ينظر السوريون إلى لقاء “موسكو”، ليس لأنهم ينتظرون منه معجزة حل أزمتهم باجتماع واحد، بل لأنهم يأملون أن يفتح لقاء العاصمة الروسية، التي لا يعدو دورها التشجيع وتوفير مساحة التلاقي، الطريق أمام قطار السياسة كي ينطلق، ويطغى صوت محركاته على أزيز الرصاص الذي تريده وتطرب له وتعمل من أجل استمراره عواصم أخرى كثيرة ومعروفة للجميع.

بيد أن الواقعية تقتضي منا، كسوريين، عدم الذهاب بعيداً في طريق الآمال، لأن العوائق الداخلية والخارجية لم تُزلْ منه بعد، ففيما لا يزال البعض من الحاضرين، مدفوعاً بوهم امتلاك الحقيقة الكاملة وبالتالي الحل الناجز، يعتقد أن تحسين وضعه في الداخل يرتكز على التموضع “ضمن إطار اصطفافات إقليمية” معينة، تستمر واشنطن وأصدقاؤها في تغذية آلة القتل على أرض الواقع، ففيما “تصل قريباً جداً” أول دفعة من الأيدي الأمريكية الصرفة لتدريب “معارضتهم المعتدلة”..!!، مازالت الأيدي التي تقود طائرات “حلف أوباما” تتلكأ في مواجهة الإرهاب، فيما أيدي هذا الأخير مستمرة في جنونها اليومي، خاصة بعد أن أصبحت تمتلك تغطية من قوى جوية “هي القوات الجوية الإسرائيلية”، كما قال السيد الرئيس بشار الأسد في حواره مع صحيفة “فورين أفيرز”، بعد أن امتلكت سابقاً تغطية دينية- فكرية من وهابية آل سعود، وتغطية لوجستية- ميدانية من السلطان العثماني.

وبالرغم من ذلك فإن للتفاؤل كوة صغيرة لا يجب إغلاقها، بل يجب العمل الدؤوب على توسيعها قدر المستطاع، وإذا كان الميدان هو مرجع التفاؤل الأكبر، فإن ذهاب “بعض السوريين” إلى “موسكو”، بعد أن قالوا فيها سابقاً أكثر مما قاله “مالك في الخمر”، يمكن أن يكون خطوة في طريق الاعتراف بـ “تحوّل الوقائع في سورية”، وهو عنوان افتتاحية نيويورك تايمز، ما يعني أولاً، القطع نهائياً مع أوهام “جنيف”، الذي، للتذكير، كُتِبَ بغياب أي سوري، وفي بيئة سياسية وميدانية، دولية وإقليمية ومحلية، تختلف جذرياً عن بيئة اليوم، ويتطلب منهم ثانياً، اغتنام فرصة “موسكو” للاتفاق النهائي على العودة إلى “دمشق”، سواء بالمعنى الجغرافي للبعض، أم السياسي للبعض الآخر، وهذا بدوره يستلزم الإعلان الفوري عن الانضواء العملي الكامل والسريع، ميدانياً وسياسياً، وغير المشروط في مواجهة ما تتعرض له دمشق من عدوان إرهابي مجنون، وتلك، كما رأى، محقاً، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، “مهمة أولى وأولية”.

وبالمحصلة، المطلوب حل سياسي، فـ “كل الحروب سيئة لأنها تنطوي على خسائر وعلى دمار”، والحل السياسي لا يكون سوى بالحوار المعمّق والشفّاف، وهذا شرطه الإيمان أن الاختلاف في الرأي والرؤية والتوجه أمر طبيعي، وهو سر استمرار الحياة وتقدّمها، لكن هناك شرطاً آخر، “مهما كان الحل الذي ترغب بالتوصل إليه في النهاية، فعليك أن تعود إلى الشعب من خلال استفتاء، لأن ذلك سيتعلق بالدستور وبتغيير النظام السياسي وأي شيء آخر، وبالتالي الشعب السوري هو من يقرر ذلك”، كما قال السيد الرئيس.

وهذا هو تحديداً جوهر فكرة الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة التي لا يجوز لفرد واحد أو جماعة معينة ادعاؤها، وبذلك فقط يتعبّد طريق الخروج الآمن من الأزمة، فهل تكون موسكو اليوم بدايته، لتكون دمشق غداً نهايته المأمولة؟.

بقلم: أحمد حسن

 


بقلم: أحمد حسن
جميع الحقوق محفوظة لـ © الجماهير برس RSS