مع تصاعد التهديدات الأمريكية ضد سورية تتعالى التحذيرات على المستويين الدولي والإقليمي من أن أي عدوان على سورية قد يشعل حربا واسعة النطاق لا يمكن السيطرة عليها أو التكهن بتداعياتها.

موسكو التي تشارك الدولة السورية في الحرب على الإرهاب دعت واشنطن إلى التبصر فيما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في حال أقدمت الولايات المتحدة على شن عدوان على سورية وأكدت أنها تملك وسائل الرد المناسبة في حال إقدام واشنطن على مثل هذا العدوان.

وقال مصدر عسكري روسي: إن العسكريين الروس يقومون بمتابعة تطورات الوضع وتقييمها والأسطول البحري الروسي قادر على رد سريع عند الضرورة سيكون هناك من ينتظرهم عند قدومهم في إشارة إلى حاملات الطائرات الأمريكية المتوجهة إلى المتوسط.

وبالرغم من أن نائب وزير الخارجية الروسى ميخائيل بوغدانوف عبر عن أمله بالا تصل الأمور إلى حد اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين روسيا والولايات المتحدة في سورية غير أنه حذر واشنطن من العواقب الوخيمة لأي اعتداء خارجي على سورية بذريعة أخبار مفبركة.

المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ردت على تغريدات ترامب بأن الصواريخ الذكية ستنطلق ضد سورية وعلى موسكو الانتظار بالقول ..”الصواريخ الذكية يجب أن تتوجه نحو الإرهابيين وليس ضد الحكومة الشرعية التي تحارب الإرهاب الدولي لعدة سنوات على أراضيها”.

التحذيرات لم تقتصر على روسيا بل جاءت من داخل الإدارة الأمريكية أيضا ومن مسؤولين سابقين فوزير الدفاع جيمس ماتيس حذر في اجتماع مغلق مع الرئيس دونالد ترامب من أن توجيه “ضربة عسكرية” حسب وصفه إلى سورية “قد يشعل صراعا واسع النطاق بين الغرب من جهة وروسيا وإيران من جهة أخرى” بحسب ما نقلت عنه صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

ونبه ماتيس حسب الصحيفة إلى أنه “على المستوى الاستراتيجي على الولايات المتحدة أن تنظر كيف يمكنها أن تحافظ على الوضع من أي تصاعد وتفاقم”.

الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر حذر إدارة ترامب من تداعيات أي عمل عسكري ضد سورية وروسيا وأكد أن أي “مواجهة عسكرية لو كانت صغيرة تعد بمثابة إجراء خطير يمكن أن يخرج في نهاية الأمر عن نطاق السيطرة”.

وفي القارة الأوروبية حيث الشريك الطيع في حروب الفوضى والقتل في الشرق الأوسط دعا رئيس حزب العمال البريطاني جيريمي كوربين حكومة بلاده إلى التعلم من دروس أخطاء غزو العراق محذراً من “سيناريو خطير ينتظر الولايات المتحدة” في حال أقدمت على شن عمل عسكري ضد سورية.

زعيم كتلة الجمهوريين المعارضة في الجمعية الوطنية الفرنسية كريستيان جاكوب حض الحكومة الفرنسية على التحرك بترو ومع “الكثير من برودة الاعصاب” لأن الوضع “خطير للغاية وهناك خطر حقيقي لاندلاع حرب عالمية” بحسب ما صرح لإذاعة أوروبا 1.

هذه التحذيرات مبنية على وقائع وحقائق تتعلق أولا بعدم وجود أي سبب منطقي لشن عدوان امريكي ضد سورية على خلفية التلفيقات الكيميائية المزعومة وثانياً بأن عدوانا من هذا النوع سيقود إلى صدام دولي مع روسيا وايران الشريكان القويان لسورية في حربها ضد الإرهاب مع ما يعنيه ذلك من تداعيات على الأمن والسلم الدوليين.