آخر تحديث : الاربعاء ( 27-03-2024 ) الساعة ( 6:59:52 صباحاً ) بتوقيت مكة المكرمة
آخر الأخبار :

#تقرير:: عمليات بايدن العسكرية ضد اليمن تنتهكُ دستورَ الولايات المتحدةnews البريد اليمني يعتذر لعملائه لهذا السببnews الخارجية اليمنية :أمريكا مسؤولة عن انتهاك الأعراض في غزةnews ثلاثه انفجارات عنيفه تهز العاصمه صنعاء وحاله رعب المواطنين في هذه المنطقه news عاجل: انفجار عنيف يهز العاصمه صنعاء الان news الامم المتحده:تدعو العالم لوقف بيع الأسلحة إلى كيان الاحتلال الإسرائيليnews دول أوروبية تتفق على اتخاذ الخطوات الأولى نحو الاعتراف بدولة فلسطينيةnews هذا ما حدث :أمريكا تحتل سقطرىnews 8 محافظات يمنيه: مهيأة لأمطار ... هذه هي المحافظات news صنعاء تعلن عن نجاح مبادرة لفتح طريق عقبة القنذع المحاذية لمديرية بيحان بشبوة news

المؤامرة القصوى وصكوك الغفران لجرائم عقد قادم

المؤامرة القصوى وصكوك الغفران لجرائم عقد قادم

الجماهير برس - خالد شحـام      
   الاحد ( 17-07-2022 ) الساعة ( 1:03:23 صباحاً ) بتوقيت مكة المكرمة
وردت في القرآن الكريم آية تشخص بالضبط طبيعة العلاقة بين الإنسان وكيان مخلوق اسمه الشيطان وهي علاقة لا لبس فيها ولا تأويل ولا تبديل (ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين )  وكلمة مبين هنا تعني ( لمن يفهم ويعقل ويؤمن ) بأنه مهما تبدى من سعي لإظهار ولائه وحرصه على الإنسان فإنه في نهاية المطاف مجرد عدو فطري طبيعي لا يمكنه إلا أن يكون كذلك ، فإذا علمنا وعرفنا بأن الرئيس الأمريكي بما ينوب عنه يمثل شيطان العصر بلا منازع فالحكم على الإثنين هو واحد قولا واحدا لا ثاني له، الرئيس  الذي طاف بعض المحطات إثما وعدوانا  في المنطقة وبذل جهده الفاتر لمحاولة إقناع الشعوب بالتمثيليات الكبرى التي يلعبها بمستوى  رديء هو في نهاية المطاف ليس مصلحا ولا باحثا عن سلام ولا حمام ، إنه عدو مبين  بكل تفاصيله  وهو نائب حديث محدث عن كل رحلة الاستعمار والبطش والسرقة والقتل التاريخي في حلة من الأكاذيب العظمى التي لا يمكن إلا أن تكون عدوا مبينا.
لو كانت الشعوب العربية بخير لكانت المظاهرات الان تملأ  العواصم اعتراضا على زيارة الرئيس بايدن من المغرب حتى  المشرق لأن كل هؤلاء يدركون تماما ما تعنيه وما تنطوي عليه هذه الزيارات ،  ستجدون وتسمعون عشرات المقالات والتحليلات والرؤى التي تفصل وتشخص مسارات هذه الزيارة ودلالاتها ومؤشراتها وما هي العلاقة بينها وبين كل هذا المحيط المشتعل شرقا وغربا من العالم ، في الحقيقة المطلقة  ربما لا نحتاج  كل التحليلات والتوقعات لأن العدو المبين لا يمكن إخفاؤه ولا يمكن للعين البصيرة إلا ان تراه حتى في أبسط تحليل .
ماذا يوجد في رحلة الطواف للسيد بايدن بعدما أقنعه فريقه بضرورة القيام بها ؟
الأيقونة الأولى والتي تمثل المرجع الحقيقي لما يجري هي تلك القبعة الصغيرة ( الكيباه ) التي ارتداها الرئيس على رأسه رهبا أو حبا  في زيارته وتقدسه مع الحاخامات والتي ارتداها من قبله أمثال ترامب وأوباما وبوش ، إنها أيقونة التبعية والعبودية والانتماء ، هذه القبعة الصغيرة وما تحمله وتدل عليه  هي حقيقة الروح والمسار والنهج الذي جاء به السيد بايدن ومن قبله كل رؤوساء الولايات المتحدة الصهاينة وهي تمثل كذلك حقيقة العقيدة والولاء ومرجعية السياسة الأمريكية والاسرائيلية والعربية المتأسرلة ، إنهم حزب الشيطان الذي  يتمتع تاريخيا بخاصيتين أساسيتين : أنه عدو مبين أولا  ، وانه خاسر مهزوم مهما بدا من القوة ثانيا .
على الرغم من حالة الانتشاء الظاهرية بالانتصارات والفتوحات الصهيونية في المنطقة التي توجت هذه الزيارة ( مكتسبات التطبيع العربي والترويض الايراني وقمع الشعوب وإحكام اليد على المنطقة ) إلا أن هذه الزيارة تجر خلفها ذيلا طويلا خفيا من هزائم ضخمة داخلية وخارجية ، فالمديونية الأمريكية والأزمات المتعلقة بها والخسارة المتبلورة أمام روسيا في الأزمة الأوكرانية والإخفاق في جر الصين إلى التصفية والفشل في كسر شوكة ايران  لا يمكن أن تخفي ظلالها عن هذه الزيارة الانقاذية ، إنها زيارة مكتسبات هرمة لها نفس عمر الرئيس المرتعش ولا تعكس الجبروت السابق الذي يليق بعظمة ولايات المعصية المتحدة  ، هذه  ليست شيئا بعيدا عن تحقيق مكتسبات سياسية تخص المسألة الصينية والروسية وإن بدا غير ذلك ، هذه المنطقة من العالم تشكل ( حصة ) وغنيمة جيوسياسية لا يمكن التفريط فيها من أقسام العالم ولم تكن معالم هذه الزيارة إلا إعلانا مبطنا باستمرار الهيمنة على الكنز العربي وإبقائه خاضعا مفتوحا بين يدي الإمبراطورية العظمى المتعبة خاصة في ظل انتكاسة العربدة على روسيا.
لم يوجد أي شيء جديد أو مضاف أو غير متوقع بالنسبة لحسابات الشعب الفلسطيني من مثل هذه الزيارة ، هنالك  مزيد من الأطماع والتحطيم وابتلاع الحقوق والمستوطنات  وتحويل التفاوض مع دولة الكيان إلى حلم فلسطيني بديل حتى عن الأحلام المجزأة التي تم ابتكارها في خازوق أوسلو ، السيد بايدن لم يأت بجديد عندما تحدث بلمحة عن حل الدولتين واستخدم ابرة التخدير الخاصة بالعقل العربي حول أكذوبة السلام التي يفهمها العرب حمائم وأغصان زيتون ويفهمها  حزب الشيطان بأنها دم حلال وأرض حلال ، الدرس الأكيد والوحيد الذي يجب أن يفهمه كل عربي وكل فلسطيني أن الولايات المتحدة هي عدو مبين مثلها مثل دولة الكيان  لايمكن إلا أن تطرح ثمرا ساما لا يزيد  الراكض وراءه إلا الخسران المبين وأن نهج المقاومة هو أساس الحصول على مكتسبات .
لماذا تحتاج الدول الراغبة في التطبيع زيارة بايدن لها وهل هي حقا تمتلك قرارها في الامتناع أو الرضوخ ؟ ولماذا تم تأخير هذا التطبيع إلى هذه المرحلة من الأحجية السياسية  ؟  المسألة شهور قليلة وسوف نسمع بتغيرات شمولية تضع دولة الكيان في  حضن الجزيرة العربية وإشهار دويلة الكيان الصهيوني كقوة إقليمية مستدعاة  لتكريس الهيمنة والحضور الأمريكي في وجه التغيرات القادمة غير المتوقعة ضمن نهج التصعيد والتحضير لتحطيم الصين وروسيا وليس ايران التي لا تقع في مقدمة الأولويات الأمريكية .
هذه الاتفاقية ببنودها المعلنة وبنودها الخفية وبنودها المضمرة في الغيب هي وثيقة استبقاء الاستعباد لشعوب العرب لعقد قادم على الأقل لأنها هي الطرف الغائب والمغيب في كل هذه السلسلة من الاتفاقيات والمواثيق ومقابل هذه العبودية سيرمى المزيد من العلف لإسكات الماشية وكل من يعتقد بأنه قرأ المزيد من الحصار والظليمة للشعب الفلسطيني فهو مخطىء لأننا كلنا في الهم شرق وغرب أيضا ولم ولن يسلم عربي واحد .
الاتفاقية او الوثيقة التي قدمها الإعلام ولخصت زيارة الرئيس الأمريكي وبنودها وغاياتها أطلق عليها اسم وثيقة القدس والتي ربما من الأفضل أن نسميها بإسم  وثيقة  (أورشليم )  كي تليق بأصحاب السبت بما احتوته وما تضمنته ، ولكننا الان ننتظر وبشدة  ان نسمع من المقاومة العربية والفلسطينية وثيقة مضادة اسمها وثيقة القدس بإسمها العربي الحقيقي .
ربما جئت يا سيد بايدن لتخدعنا بمزيد من الأمل حول السلام والتعايش وحسن الجوار وحل الدولتين الذي سنحلم به إلى الأبد ، ربما جئت لتنشر رسالة المحبة  وتطمئن مستقبلنا بعد قتل شيرين واعتقال العقل العربي وامتهان كرامة شعوب بأكملها ومنحت عصابة الكيان صك الغفران المسبق لإرتكاب كل الجرائم التي تليق بعظمة ولاياتك المتحدة  ، على كل حال يا سيدي قريبا جدا سنرسل لك شهيدا أو إثنين في عمليات جديدة ليغسل خطاياك ويطهرك ويغسل رائحة حضورك ويمنحك تقييما لزيارتك ،  قريبا جدا ستكون روسيا كابوسا يؤرق منامك أكثر من السابق ويفسد فرحة كل اتفاقياتك ومواثيقك الهُزلى ، قريبا جدا يا سيدي الرئيس سوف تحظى بكابوس داخل رأسك ورأس النظام العالمي الذي وظفك اسمه الصين جيشا وشعبا وعلما واقتصادا ، نتمنى لك إقامة هانئة في بلادنا التي أورثتها المهانة والتبعية والجهل والبداوة والطمس والتحييد ولكن دعنا نبشرك بأنك لن تتمكن من كسر ايران ولا ايقاف برنامجها النووي مهما عقدت من صفقات  وجندت من هراوات وأراجوزات .
على كل دعنا نطمئنك ونقر لك عينا بأن شعب فلسطين لديه عهدة أو وثيقة أو عروة وثقى لا تفنى ولا تتبدل ولا تتفكك مع السنوات ، إنها وثيقة عظمى اسمها  الشهادة والشهداء الأحياء منهم والأموات بأن هذه الأرض المباركة التي تتبارك فيها الأشياء لا يمكن التفريط فيها ولا التنازل عنها ولا التآمر عليها ، إنها قطعة مقدسة من الجنة لا يمكن لأبناء فلسطين أن يفكروا بالتخلي عنها  ، وثيقة مع الله والدين والأرض والسماء والإنسان الصالح بأن الشيطان عدو مبين لا يمكن التصالح معه او التعايش معه أو القبول به في ديانة ابراهيمية او اتفاقيات اقتصادية أو صفقات تجارية أو حدود جوية وبرية مهما زينت أنت وحلفاؤك من غيلان الأرض .
ستزول أنت ومن معك يا سيادة الرئيس ، ستزول أنت وكل حلفك الباطل ووثيقتك الضعفى وستبقى الأرض وأهلها والبلاد وشعوبها  والله ودينه والقدس ومسرى الأنبياء في وثيقتنا العظمى.
 
 
كاتب فلسطيني

جميع الحقوق محفوظة لـ © الجماهير برس RSS