دعا نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إلى منح الحوار غير المباشر بين الحكومة السورية وجماعات “المعارضة” المختلفة في جنيف طابع الاستمرارية والثبات.

وقال ريابكوف في حديث لصحيفة ازفستيا الروسية اليوم: “إننا نشعر بتفاؤل حذر ويجب منح المحادثات طابع الاستمرارية” مشيرا إلى أنه من “الجيد أن يعلن المبعوث الخاص للأمين العام للامم المتحدة ستافان دي ميستورا مباشرة بعد الجولة الأخيرة عن استمرار المحادثات في نيسان المقبل مع وجود أفكار وصيغ ورد بعضها في الوثيقة الموزعة على الوفود المشاركة يمكن الاستفادة منها”.

وبين ريابكوف أن من المهم الآن ضمان المشاركة المتكافئة للأكراد في حوار جنيف وضرورة “أن تتخذ ما تسمى /مجموعة الرياض/ موقفا أكثر واقعية وتتخلى عن محاولة طرح شروط مسبقة لاستمرار المحادثات” معتبرا أن الكثير من ذلك يتوقف على كيفية عمل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ولا سيما مع تركيا من أجل إعطاء طابع أكثر واقعية لنهجها إزاء الأزمة في سورية والحوار في جنيف.

وكان الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف قال في وقت سابق: “إن الجولة القادمة من الحوار السورى السورى ستبدأ في 11 نيسان المقبل وتأمل موسكو في أن تصل الأطراف المشاركة إلى هذه الجولة من الحوار وهي محملة بأجوبة محددة عن وثيقة الأمم المتحدة”.

ولفت ريابكوف إلى استمرار موسكو وواشنطن في العمل على صياغة اتفاق ثنائي خاص يكفل الرقابة على وقف الأعمال القتالية في سورية مشددا على أن الأمر رهن بتحلي الجانب الأمريكي بالإرادة السياسية اللازمة لذلك.

وأضاف: إننا “شعرنا بأنه لا يروق للولايات المتحدة كثيرا ولا سيما للعسكريين الأمريكيين أن يتمكن العسكريون الروس من أداء مهامهم وفق ما كلفهم به قائدهم الأعلى والمتمثلة في محاربة التنظيمات الإرهابية بسورية” موضحا أنه وعلى الرغم من ذلك فإن هناك “نشاطا في المشاورات الروسية الأمريكية المتعلقة بالرقابة على وقف الأعمال القتالية ومواجهة الخروقات”.

ودعا ريابكوف الجانب الأمريكي إلى البحث عن الحلول الدبلوماسية في تسوية الخلافات عوضا عن توجيه اتهامات قد تؤدي إلى تردي الوضع مشيرا إلى أن موقف واشنطن يظهر “أنها عادت إلى نهجها المفضل المتمثل في تصنيف الإرهابيين بين أشرار وأخيار”.

وحول ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية الأسبوع الماضي بخصوص استعدادها للرد على انتهاك وقف الأعمال القتالية في سورية بصورة أحادية في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الأمريكيين حول آلية مشتركة لذلك قال ريابكوف: إن “هناك تفاصيل فنية وسياسية كثيرة ولقد حصلت هذه النقطة الصعبة في حوارنا فعلا ولكن الدبلوماسيين والعسكريين يواصلون العمل وأعتقد أنه يمكننا العثور على الحلول المنشودة إذا توافرت الإرادة السياسية في ذلك من جانب الولايات المتحدة”.