اعتبرت صحيفة الوطن العمانية ان الولايات المتحدة ومن خلال تصرفاتها عازمة على خوض “ماراثون تدمير” المنطقة حتى النهاية وبما يقود إلى التصفية النهائية للقضية الفلسطينية عبر ذراعيها الإرهابيتين كيان الاحتلال الإسرائيلي والإرهاب التكفيري من خلال مواصلة دعم هاتين
الذراعين الإرهابيتين وتزويدهما بما يحتاجانه ويؤدي إلى مزيد من توحشهما.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم.. “في الوقت الذي تمارس فيه الولايات المتحدة الخداع الإعلامي والدعائي بضرب الإرهاب في المنطقة في سورية والعراق وليبيا نراها ترفض تنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي المتعلقة بمحاربة تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين وترفض التنسيق أو التعاون مع روسيا حيال ذلك.. وفي الوقت الذي تدعي فيه أنها حريصة على حل الصراع العربي الإسرائيلي تستمر في تزويد ترسانة كيان الاحتلال الإسرائيلي بآخر ما توصلت إليه شركات تصنيع السلاح”.

ورأت الصحيفة أن توالي الأحداث وتدحرجها إلى هذا “النحو الكارثي” على المنطقة وشعوبها والنكوص أو بالأحرى التخلي التام عما أعلنته إدارة الرئيس الاميركي باراك اوباما من التزامات تجاه عملية السلام وحل الصراع العربي الإسرائيلي وصولا إلى الانخراط المباشر في إدارة المؤامرات والأزمات ضد المنطقة وشعوبها بالتزامن مع الدعم غير المحدود لكيان الاحتلال الإسرائيلي وحروبه العدوانية الإرهابية التي شنها على الشعب الفلسطيني وعلى الشعب السوري واللبناني أكد الانطباع بأن الولايات المتحدة لن تتغير وأنها في حل من كل ما أعلنه أوباما من التزامات لا تعدو عن كونها لازمة من لوازم تمرير السياسات والمخططات الصهيوأميركية في المنطقة.

واعتبرت الصحيفة أن كل السياسات الأميركية سواء تلك المتعلقة بأزمات المنطقة أو المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية تؤكد أن أميركا غير معنية بحلها والوصول إلى تسوية سياسية تجنب المنطقة الحروب والأزمات ومظاهر عدم الاستقرار وإنما هي معنية بتدمير المنطقة والبحث عن كل ما من شأنه أن ينجز هذا المخطط من أجل بقاء كيان الاحتلال الإسرائيلي حليفها الاستراتيجي وضمان أمنه و”تسيده” المنطقة.

وأوضحت الصحيفة أن تزويد الولايات المتحدة ترسانة الاحتلال الإسرائيلي بآخر ما أنتجته مصانع السلاح والمتمثل في الطائرات الحربية من نوع اف 35 المتطورة جدا يعد أكبر ضربة توجهها لعملية السلام وضربة قاصمة وحاسمة لكل ادعاءاتها بأنها راعية السلام ولكل ما أعلنته من رؤى ومبادرات بل إن أميركا ممثلة بإدارة أوباما تضع حدا لتلك المسرحية الهزلية بأن هناك ما يشبه القطيعة بين اوباما والمتطرف بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي.

وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول.. “لم ولن يمكن رؤية تغيير في السياسات الأميركية حاليا أو مستقبلا لأن المؤسسة الحاكمة في أميركا لا تريد التغيير بغض النظر عن اسم الرئيس فهي تأتمر بأوامر المنظمات الصهيونية مثل “أيباك” وتسعى لتنفيذ أجندات الشركات الاحتكارية الجشعة وتأمين الأمن الإسرائيلي دون النظر إلى مصالح الشعب الأميركي الحقيقية ولعل صفقة الطائرات اف 35 فيها ضوء أخضر أميركي لحرب إرهابية عدوانية إسرائيلية قادمة وليس من أجل الحفاظ على التفوق العسكري.. إنه تسمين أميركي للإرهاب على حساب السلام والاستقرار في المنطقة”.