آخر تحديث : الثلاثاء ( 23-04-2024 ) الساعة ( 2:09:12 صباحاً ) بتوقيت مكة المكرمة
آخر الأخبار :

#تحذير: امطار غزيره وصواعق وتدفق السيول بالمحافظات news #عاجل:سيول وفيضانات مدمرة وانهيارات أرضية تضرب هذه المحافظه اليمنيهnews #عاجل:سيول جارفة وأمطار غزيرة تهدد سلامة سكان هذه المحافظات اليمنية خلال الساعات القادمةnews #روسيا : الضربات الامريكية البريطانية على اليمن غير مقبولةnews #كوبا: تحذر من استمرار العدوان الأمريكي البريطاني على اليمنnews #المرشد الإيراني علي خامنئي تعليقا على بدء الهجوم على إسرائيل: ستتم معاقبة النظام الشريرnews #عاجل: الحدث...اطلاق عدد من صواريخ كروز المواجهه باتجاه إسرائيل news #عاجل: تحذير لكافة المواطنين من مخاطرَ خلال ساعاتnews هذه الدول تعلن يوم غد الثلاثاء المتمم لرمضانnews رسميا : اليمن تعلن موعد يوم عيد الفطر المبارك news

بقية نص كلمة السيد نصر الله : بمناسبة يوم القدس العالمي

بقية نص كلمة السيد نصر الله : بمناسبة يوم القدس العالمي

الجماهير برس - بيروت      
   الاحد ( 03-07-2016 ) الساعة ( 10:32:09 صباحاً ) بتوقيت مكة المكرمة

أبدأ من الهجمات الإرهابية الانتحارية الأخيرة التي قامت بها جماعة داعش في بلدة القاع واستهدفوا من خلالها القاع وأهلها. لا يوجد شك أن هذه الهجمات كانت، وهذه العمليات كانت تطوراً خطيراً في الآونة الأخيرة وعلى كل صعيد. طبعاً نحن مثل كل اللبنانيين أدنّا هذه الاعتداءات وهذه الهجمات الإرهابية وعزّينا بالشهداء وتضامنّا مع أهل القاع ومع أهل المنطقة كلها ووقفنا إلى جانبهم، وهذا هو أدنى الواجب الأخلاقي والإنساني والوطني والديني. لكن من الواضح أيضاً أن الله سبحانه وتعالى تلطّف بالجميع ودفع ما هو أعظم.

فلأبدأ من هنا، بكل الأحوال من أجل أن لا نعود لنقاش، أعتقد قطّعوه بلبنان بنسبة كبيرة إلا بعض من يكابر، أنه أصبح واضحاً عند الجميع وثبت للجميع بفعل الوقائع، الوقائع الميدانية وليس الادعاءات، أن الاستهداف كان للقاع، لبلدة القاع ولأهل القاع، البلدة البقاعية المسيحية، من أجل أن يعرف الذين في العالم العربي عن أي ضيعة نتكلم بالبقاع. يوجد استهداف لهذه البلدة ولأهلها بمعزل عن كل التحليلات التي يمكن أن تأتي بعد ذلك، لماذا استهداف القاع وأهل القاع؟ لأن هناك الكثير من التحليلات التي كتبت وقيلت لا أريد أن أدخل فيها الآن، لكن أريد أن أدخل فقط من زاوية واحدة التي هي مفيدة للنقاش.

أيضاً من خلال التحقيقات الأمنية الجارية، أعتقد خلال فترة وجيزة سيكتشف البعض من هو المدير والمشغل لهؤلاء الانتحاريين الذي أرسلهم إلى القاع عامداً متعمداً عن سابق إصرار وتصميم، وهذا يأتي وقته ويحكى عنه. وأيضاً بالتفصيل المفيد أن يقال، نعم كل المعطيات والمعلومات تقول ومعلوماتنا نحن أنه لم يأتوا من مخيمات النازحين في مشاريع القاع ولكن أيضاً للتصحيح جاءوا من جرود عرسال، يعني يستطيع الواحد أن يقول جاءوا من داخل سوريا، لكن إلى أين؟ يعني جاءوا من داخل سوريا وقفزوا على القاع، أو جاءوا قعدوا في جرود عرسال عند داعش الموجودة هناك، والتي يطلع لها أكلها وتموينها وأغراضها، وقياداتها يصعدون وينزلون، وهناك قوى سياسية في لبنان بشكل أو بآخر عاملة غطاء سياسي لهذا الوجود المسلح الإرهابي بجرود عرسال، وقعدوا في جرود عرسال وبقوا مدة طويلة بجرود عرسال ينتظرون التوجه للقيام بالمهام المطلوبة منهم، وكان المفترض، كان يجب أن يحصل هذا الشيء في شهر رمضان لأنهم هم يفهمون الدين خطأ ويعتبرون شهر رمضان هو هذه المناسبة ـ هذا شهر الرحمة ـ هو عندهم شهر القتل، فلذلك كانوا مستعجلين، يريدون أن يلحّقوا أنفسهم قبل العيد، يقوموا بطقوسهم الدينية لأنه هم واصلين لمكان نحن أمام دين هو دين القتل للقتل، لا يوجد شيء آخر غير القتل، سأعود إليه قليلاً في هذه النقطة.

على كل، هذا كل يبان.

حسناً، أنا أمام هذا الوضع الأمني وأمام هذا المستجد في القاع وأمام النقاشات التي حصلت في البلد أريد أن أذكر ثلاث نقاط باختصار سريع، شديد:

أولاً، البعض وقف مستغرباً، قال لماذا تُستهدف القاع وأهل القاع؟ ما ذنبهم، ماذا فعلوا، بماذا أخطأ أهل القاع؟ على قاعدة أنه دائماً الجماعات المسلحة لما تعتدي بلبنان أو تقوم بتفجيرات أو سيارات مفخخة هناك تبرير لهم، أنه بالهرمل مفهوم، بالنبي عثمان مفهوم، ببرج البراجنة مفهوم، بالمستشارية الإيرانية، بالسفارة كله مفهوم، أنه يا أخي حزب الله طلع على سوريا، هم يقولون ذلك، قاتل فهؤلاء يعملون ـ المساكين، المظلومون ـ رد فعل فيستأهل أهل الهرمل وأهل النبي عثمان وأهل الضاحية وأهل لا أعرف أين، لأنه أنتم بيئة حاضنة لحزب الله الذي ذهب ليقاتل في سوريا، ليقاتل ـ بين هلالين ـ الثوار.

حسناً، لماذا جاء الثوار وفاجأوكم بأنه اعتدوا على القاع وأهل القاع؟ حسناً، أهل القاع، لا بأس فلنتكلم بالشفاف، “المشبرحي” أهل القاع ليسوا شيعة، الآن هناك عدة بيوت شيعية بالصدفة يمكن، القاع بلدة مسيحية، وأهل القاع ليسوا بيئة حاضنة بشكل أو بآخر لحزب الله الذي يقاتل الثوار ـ بين هلالين ـ في سوريا، وأهل القاع لم يرسلوا مقاتلين إلى سوريا وبلدية القاع تنتمي سياسياً إلى خط سياسي خصم أو مخالف ويؤيد الثوار في سوريا، فلماذا جاءوا إلى القاع؟ الآن طبعاً هناك أناس سيقدمون أجوبة يتبين معهم، من أجل أن يكملوا على الجزء الأول، أن هذا من أجل الضغط، أن المسيحيين يضغطون على حزب الله لينسحب من سوريا، حسناً.

فلنستفِد من حادث حصل قبل عدة أيام، التفجير الانتحاري الثلاثي في مطار أتاتورك في اسطنبول، الآن أنا أريد أن أتكلم وقائع، لا حاجة لنا للنظريات والشعارات والخطابات الحماسية، بهدوء، هناك ثلاثة انتحاريين من داعش، لست أنا من يقول إنهم من داعش، رئيس الحكومة التركية قال من داعش، وحددوا جنسياتهم وشخصياتهم، هاجموا المطار، مطار أتاتورك في اسطنبول، اسطنبول مدينة مهمة وعظيمة ومدينة سياحية، وعاصمة اقتصادية لتركيا، حسناً، في الوقت الذي تبذل الحكومة في تركيا جهدها مع الاسرائيلي ومع الروسي وتعتذر من بوتين وتتنازل بموضوع غزة لأنه عندها وضع اقتصادي وتريد سياحة وتريد وتريد.. يأتون داعش ويضربونه بالمطار، نحن نعرف ماذا يعني ضرب مطاراسطنبول بالنسبة لتركيا ولاسطنبول واقتصادياً وسياحياً وإلخ… لماذا؟ أنا أحب أن أسأل ـ ليس فريقنا، فريقنا معلوم ـ الفريق اللبناني الآخر، لا أريد أن أعمل نقاشاً الآن على مستوى الأمة، دعونا نتكلم عن لبنان، أجيبوني…

لنضع البقاع جانباً، لماذا داعش ضربت مطار إسطنبول؟ ليجب اللبنانيون، أنا أقول لكم ما هو الجواب؟ مع العلم أن تركيا لم تهاجم في سوريا المعارضة والثوار ولم تحاربهم، ولم ترسل مقاتلين لمقاتلتهم، ولم تفتح معهم معركة  لا في القصير ولا في القلمون ولا في الزبداني ولا في الشام  ولا في حمص ولا في حلب، بل بالعكس، تتبناهم سياسياً وتحارب النظام في سوريا وتعاديه وفتحت حدودها لآلاف وعشرات الآلاف المقاتلين الذين أتوا من العالم ولم تزل فاتحةً لحدودها، والسلاح والذخيرة والمال الخليجي وكله يدخل عبر تركيا، والمستشفيات واللاجئون، والنفط الذي لداعش تركيا تشتريه وتسهل بيعه،  كل شيء يمكن أن تفعله تركيا  لداعش فعلته، كل شيء، لماذا داعش؟ وهذه ليست أول عملية لداعش في تركيا؟ لكي نفتش فقط عن أسطنبول،  بل قبلها في أنقرة وقبلها في أسطنبول وفي بعض  البلدات الحدودية، والحكومة التركية قالت رسمياً وليس نحن  بأن الفاعل هو داعش،  وكان يوجد أفراد أتراك من داعش شاركوا بتنفيذ بعض هذه العمليات، لماذا؟

بالسياسة يجب أن لا يعملوا عمليات، بالعقل والمنطق ـ ولنضع الدين والاخلاق جانباً ـ بالعقل وبالمنطق  هناك دولة واقفة بجانبك وتقاتل معك وتفتح الحدود لك وتعمل لك تسهيلات مالية وتعمل كل الذي تريده، فلماذا تفجر نفسك فيها؟ هل تعلمون لماذا؟

المشكلة  في عقيدة داعش،  التي هي عقيدة النصرة وعقيدة تنظيم القاعدة والتي هي نفس عقيدة التكفيريين، كي لا يقول أحد إن داعش هو غير النصرة، التي هي نفس العقيدة ، هل تعرفون عقيدة من؟

أنظروا إلى الإعلام السعودي الذي يضج، حيث الآن ضجة في السعودية قائمة الدنيا وقاعدة، لماذا؟  لأنه يوجد شقيقان،  هم يقولون عنهما إنهما داعشيان،  فماذا يعني أنهما داعشيان؟ أن داعش أتت وقامت بتنظيمهما، إنهما حاملان نفس الفكر، الفكر الوهابي ونفس العقيدة الوهابية التي “تكفّر مين ما كان وكيف ما كان” ولأبسط الأسباب،  ويفتون بقتله، إما بوجوب قتله أو بجواز قتله  وتكسب أجراً بقتله ولو كان أباك وأمك، هذه العقيدة التي تدفع شقيقين سعوديين ليقتل أبوه وأمه، هل هو هذا الدين؟ وهذا القرآن؟ وهذا هو شهر رمضان، ويأتي ليقتل أخاه الصغير الذي هو الآن في وضع خطير في المستشفى، ويهربون وربما الآن قد تم اعتقالهم لا أعرف، لماذا؟

يقول لك داعشيان،  يعني داعش قالت له اقتل أباك وأمك  وأخاك، أم أن هذه الثقافة  التي تربون عليها أجيال في المملكة العربية السعودية،  والتي أتت بها داعش إلى العراق  وإلى سوريا،  والتي الآن تدرس الآن في المناطق التي تحت سيطرة القاعدة وجبهة النصرة وداعش، وأخذتموها إلى باكستان وأفغانستان والتي تأخذونها اليوم إلى بعض المناطق، لتعرفوا لماذا القتل في أسطنبول،  لأنه عند داعش وعقيدة داعش  رجب طيب أردوغان كافر حتى لو عمل نفسه خليفة عثماني،  وحزب العدالة والتنمية كافر حتى لو  قال أنا حزب إسلامي،  الحكومة التركية والجيش التركي  كفار والشعب التركي كافر لأنه يشارك في الإنتخابات،  عند داعش الذي يشارك في الإنتخابات  هو كافر ويجوز قتله،  في شهر رمضان الجماعة يريدون أن يجاهدوا وأن يصعدوا إلى الجنة،  وهذا شعب كافر وهو يساعدهم أو لا يساعدهم، هم لا يقفون عند هذا التفصيل،هذا تفصيل دنيوي، هذه الثقافة يا جماعة،  ألا نريد أن نفهم؟ هذه هي الثقافة، طيب الآن الشباب تفاصيل، الآن في الكويت والسعودية  هذا الذي يريد أن يقتل أباه وهذا الي يدق على الأمن ليقول لهم تعالوا خذوني قبل أن أقتل أبي وأمي، وهذا قتل أخاه.. هذه نتيجة ماذا؟ إنها نتيجة هذه الثقافة.

نضرب لكم مثلاً لتعرفوا من هم الكفار عند الوهابيين، أحد كبار مفتي الوهابية، لا أريد أن أدخل في الأسماء كي لا يقول أحد أنك تعمل مشكلة، من قال بدوران الأرض حول الشمس  هو كافر، وأنا أقول بدوران الأرض حول الشمس، هكذا علمونا في المدارس  وهكذا ثابت علمياً وهكذا علماء الفلك وعلماء الفيزياء، وهكذا إجماع البشرية تقريباً، أن الأرض تدور حول الشمس، والذين طلعوا إلى الفضاء والذين رأوا والذين بحثوا، والنظام الذي هو موجود في الأرض كله من إتصالات وفضائيات كله مبني على هذه القاعدة، طيب إلى هنا أنا أقبل أن تأتي أنت عالم وهابي مفتي وليس عالم، شيخهم الكبير الأكبر والأعظم ليقول إنه كافر،  طيب كفّرتم العالم كله، يعني إذا مسلم يقول محمد رسول الله ويصوم ويصلي ويصلي الليل ويدفع زكاة، ويقاتل في سبيل الله وطلع معه هكذا علمياً نعم أن الأرض تدور حول الشمس هو كافر. طيب يُستتاب أو يُقتل، هكذا تتمة الفتوى ، تلك الفتاوى التي تدرّس من قبل علماء الوهابية ومفتي الوهابية في السعودية، في السعودية هذا مفتي رسمي،  طيب عندما تثقفون العالم هكذا وتأتون لهم بفتاوى أقتل أباك وأقتل أمك إذا كان كذا وكان كذا…،  أهون شيء في دينكم وثقافتكم  أن يصبح العالم مشركين وكفار ومحاربين، وتقتلونهم وتذبحونهم.

إذاً، الخطر أيها الشعب اللبناني بكل طوائفه وبكل قواه السياسية قبل أن تناقشوا في السياسة لماذا أتوا داعش، ثمانية إنتحاريين،  يعني ثمانية شباب يرسلونهم إلى ضيعة، ماذا كانوا يريدون أن يعملوا بأهلها لولا أن الله دفع، وهؤلاء الشباب وقفوا وواجهوا وكانوا واعين وتصرف أهل القاع بحكمة ومسؤولية، ماذا كان يريد ثمانية إنتحاريين أن يفعلوا بأهل القاع؟  هذا إذا لم يكن هناك أيضاً غيرهم، لكن لم يصلوا أو تراجعوا أو شيء من هذا القبيل، لأنه توجد بعض المعطيات في هذا السياق.

في كل الأحوال ما الذي كان سيحدث؟ الموضوع له علاقة، قبل السياسة، له علاقة بهذه الثقافة  وله علاقة بهذا العقل وله علاقة بهذا الفهم، هؤلاء قوم ثقافتهم هي القتل ودينهم هو قتل، أين النبي عندما يقولون بالذبح جئناكم؟  هذا هو نبي الرحمة الذي يقول الله فيه “وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين”، ويقولون إنا جئناكم بالذبح، النبي الذي قاتلته قريش وآذته وآذت أصحابه وقتلت أصحابه وقتلت سمية وقتلت عمار وعذبوهم وهجروهم وشردوهم ونكّدوا عيشتهم، عندما فتح مكة لم ينتقم من أحد ولم يثأر من أحد وقال “اذهبوا أنتم الطلقاء”،  هذا النبي دينه جئناكم بالذبح؟ هذا دينه دين قتل؟  فالمشكلة هي هذه، هذا هو السبب الأصلي، الآن في السياسة  تستطيع أن تأخذها إلى المكان الذي تريده، وحللوا مثلما تريدون وخذوا راحتكم، هذه هي أول نقطة أحببت أن أقف عندها.

النقطة الثانية في هذا السياق: هناك أناس طلعوا في البلد  ليقولوا أنتم ذهبتم لتعملوا حرباً إستباقية في سوريا وفي القصير وفي القلمون وفي الزبداني، وفي السلسلة الشرقية وفي دمشق، وقلتم هذه حرب إستباقية كي لا يأتوا إلينا،  لكنهم أتوا إلينا،  إذاً حربكم فاشلة، هذه مغالطة وجهل، هل تعلمون ما هو الفارق؟ الفارق هو أنه لولا هذه الحرب الإستباقية، بمعنى لو أنهم ما زالوا قاعدين ممددين في جرود عرسال وعلى طول حدودنا وبعدها والقصير وبعدها القلمون وبعدها الزبداني  كنتم رأيتم كل يوم ثمانية إنتحاريين يدخلون إلى بلدات لبنانية في البقاع  والشمال وفي مختلف أنحاء لبنان، كنتم بدل السيارة التي نفتش عليها  كل شهر أو شهرين  من قبل الأجهزة الأمنية ونحن، لكنتم رأيتم كل يوم عشرات السيارات تدخل إلى البلدات والمدن والقرى اللبنانية، هذا ليس فرق وهذا ليس نتيجة؟ يعني قلة فرق بين انه كل “كم شهر” عملية إنتحارية وكل يوم عدد من العمليات الإنتحارية، طيب لتنظروا ما الذي يحدث في المنطقة لأن هؤلاء فلتانين، هؤلاء لديهم الدافع، وعندهم عدد كبير من الانتحاريين ولديهم أموال، وكله من الخليج، وعندهم سيارات مفخخة وعندهم الدافع الإيماني، فلا نبسّط ونغالط الناس. لولا الجهد الجبار الذي قام به الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية والحرب الاستباقية للمقاومة والجيش اللبناني لكان لبنان في أسوأ حال مع جيران وحوش من هذا النوع. الذي يقتل أباه وأمه وأخاه وعمه وخاله بهذه الثقافة، والذي يقتل ويفجر، يقتل اثنين واربعين ويجرح المئات في أسطنبول التي تساعده وتدعمه وتفتح له الحدود، لا يوجد شيء يرده عن لبنان، الحرب الإستباقية والجهد الموجود في السلسلة الشرقية وعلى الحدود مع سوريا  من قبل الجيش اللبناني ومن قبل المقاومة هي التي منعت وتمنع، أيضاً الجهد اللبناني الداخلي هو الذي يمنع أن تحدث حوادث خطرة بكثافة. نعم ممكن أن يحدث هناك خرق  ويمكن أن يدخل أحد.

النقطة الثالثة، أريد أن أقول في النقطة الثالثة للبنانيين: لا أحد يهول عليكم ويقول لكم إن الوضع الأمني في لبنان  خطير جداً وسوف ينهار الوضع الأمني وتوجد كارثة أمنية في لبنان، كلا، لا يوجد شيء من هذا القبيل، هذا غير صحيح، الوضع الأمني  في داخل لبنان أفضل من أكثر دول العالم بالحد الأدنى بالرغم من كل ما يحصل في منطقتنا.

بامكاناتنا المتاحة، نساعد، هذا كله يعمل به، والأجهزة الأمنية من مدة إلى أخرى تكتشف مجموعة هنا وخلية هناك وحزاماً ناسفاً هنالك. هذا دليل على أن الامن ممسوك. نعم، هناك سيطرة أمنية في البلد، الأمن ممسوك في لبنان، ليس هناك ما يدعو إلى الهلع أو الخوف، او ماذا سيحل بالسياحة والزراعة الاقتصاد والسفر والذهاب والإياب. كلا، بالعكس، هذا يجب أن يزيد الثقة، يعني أنا أدعو اللبنانيين، وأدعو أيضاً كل شعوب المنطقة أن يثقوا بالأمن اللبناني وأن يثقوا بقدرة الأجهزة الأمنية اللبنانية والجيش اللبناني والشعب اللبناني، الذي يساعد على الأمن وعلى الاستقرار وعلى كشف هذه المجموعات وهذه الخلايا وهذه الشبكات. وإذا أخذنا الأمور بالنسبية، فالموضوع لا يقاس بكثير من دول العالم اليوم. الآن يحدث خرق في القاع، هذا طبيعي، من يقول إن الأمور مقفلة 100 %؟ حسناً، هذه تركيا، دولة كبيرة ومهمة وجيش وأجهزة امنية وعضو بالناتو، و”لحّق على تفجيرات في تركيا” وتدعم المعارضة في سورية و”لحّق على تفجيرات في تركيا”، حسناً هذه فرنسا وبلجيكا وأميركا وروسيا، دول عظمى، دول كبرى، عندها عشرات الأجهزة الأمنية، واقوى الأجهزة الأمنية في العالم، يظل يوجد إمكانية تسلل لأحد.

وحتى موضوع القاع، أتعرفون لو استكلمت الحرب الاستباقية، موضوع القاع ما كان ليحدث. أنتم ترَون ما هو جو البلد، وكيف تدار المسائل وكيف تُقاس وكيف تُقرأ، لو استكملت العملية العسكرية في هذه الجرود، ووصلنا إلى الحدود وتمركز الجيش اللبناني على الحدود وأهل القرى مستيقظون، نعم كان ممكن حتى الذي حصل في القاع أن لا يحصل، إضافة لليقظة الموجودة في الداخل اللبناني.

أنا أدعو الى الثقة بالقدرة اللبنانية على ضبط الأمن وعلى السيطرة وعلى الإمساك بالأمن، وليس هناك من داع لا للهلع ولا للخوف ولا من أي شيء.

الآن ممكن أن يخرج أحدهم ليقول لنا: لماذا ألغيتم ليلة القدر من مجمع سيد الشهداء؟ّ أليس هذا يعني أن الوضع خطير جداً؟ لا. يوجد فرق، نحن ألغينا ليلة القدر من مجمع سيد الشهداء، ولكن أحيننا ليلة القدر في مئات المساجد المملوءة بالناس، والتي كان محاطة بحماية. إذا كان الوضع منهاراً تُلغى يليلة القدر في كل المساجد، هذا واحد. وحتى في موضوع مجمع سيد الشهداء، لأنه يمكن أن يكون في حد ذاته هدفاً، ويوجد تجمع كبير جداً، وجد الإخوان أن الإجراءات الأمنية التي علينا أن نتّخذها من ساعة كذا إلى الساعة كذا، وجدوا أن الامر سيشكل عبئاً كبيراً على سكان المنطقة، يعني ستكون اجراءات فوق العادة.

وحتى في موضوع يوم القدس، نفس الشيء، يعني نحن نستطيع ـ بكل صراحة ـ أن نقوم بإجراءات أمنية نحمي بها مجمع سيد الشهداء والمراسم. ولكن وجدنا أن في الأمر عبئاً كبيراً على سكان المنطقة وعلينا وعلى الناس، ووجدنا أنه بإمكاننا أن نحيي المناسبة بطريقة أخرى، دون أن نكشف أو نعرض هؤلاء الناس في هذا المكان الذي قد يكون هدفاً، لأنهم هم لديهم أهداف محددة يريدون أن يصلوا إليها وأن يضربوها. العاقل يقول إنه لا يوجد مشكلة، أنا أؤجل الموضوع، أين المشكلة؟ ولكن هذا ليس مؤشراً على قراءتنا للوضع الأمني في لبنان. كلا أبداً.

أنا اقول لكم من موقع المسؤولية، الوضع ممسوك، الوضع تحت السيطرة، والأمور تتابع بشكل حثيث بالليل وبالنهار وبالجدية المطلوبة، نعم المطلوب كما تكلمنا منذ بضع سنوات، عندما قيل لنا “أنتم ورطونا بمطالبتنا باستراتيجية دفاعية” نعم نحن بحاجة إلى استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب، ونخرج من هذه الزواريب، وكل منا “لاطي للآخر”.

يا أخي، الآن يوجد شهداء، يوجد أناس وضُيَع مهددة، من منا معه الحق، هذا الأمر له علاقة بالأسباب. بالنتائج، لبنان بحاجة إلى استراتيجية وطنية رسمية لمكافحة الإرهاب، ونأتي ساعتها من هذه الزاوية نقارب كل المسائل، ويحضر البعد الإنساني والأخلاقي والوطني والقانوني، موضوع النازحين، موضوع المخيمات، موضوع الجرود والحدود.

بكل الأحوال، أنا أحب أن أختم هذا المقطع كله بأن أتوجه إلى أهلنا في البقاع الشمالي، وخصوصاً إلى أهل القاع الذين واجهوا هذه المحنة في الأيام القليلة الماضية. أحب أن أقول لهم إنه بالنسبة لنا، أريد أن أتكلم عن حزب الله، وأستطيع أن أضيف معي حركة أمل مع حزب الله، وكل أهل المنطقة بالبقاع، الذين هم أهلكم وجيرانكم وهم جنبكم، لأقول لكم: القاع بالنسبة لنا كما الهرمل، رأس بعلبك مثل بعلبك، هنا ليس فقط يأخذ الموضوع طائفياً ومذهبياً، والفاكهة مثل النبي عثمان، وعرسال مثل اللبوة، وكل أهلنا في البقاع هم أهلنا وناسنا، ومسؤولية الدولة ومسؤوليتنا أيضاً، مسؤولية الناس، الناس يجب أن يتحملوا مسؤولية أنفسهم لما الآخرون يتخلون عن مسؤوليتهم، نحن اهل، نحن جيران، نحن حالة واحدة، ومصيرنا واحد، لن نسمح لأن يتعرض لكم أحد بسوء، لن نسمح بأن يحصل أي عملية تهجير في هذه المنطقة، تحت أي عنوان وتحت أي ذريعة وتحت أي سبب على الإطلاق.

الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية هم المسؤولون بشكل أساسي، لكن كلنا نحن معهم وخلفهم، وإذا أرادونا أمامهم، فنحن أمامهم، ولكن بعيوننا، برموش عيوننا سنحمي كل المنطقة وكل أهل المنطقة وكل بلدة وكل حيّ في هذه المنطقة.

طبعاً هذا الأمر بالنسبة لنا هو التزامنا الوطني والإنساني والأخلاقي والديني وأيضاً هذا خطنا. هذه أمانة إمامنا العظيم والكبير سماحة الإمام السيد موسى الصدر (أعاده الله وإخوانه واعزاؤه بخير)، لذلك الناس في المنطقة فوق يجب أن يكونوا مطمئنين، الذي حصل مؤلم لكن لا يجوز أن يدفع أحداً إلى الخوف، ولا إلى القلق ولا إلى الهجرة ولا إلى إعادة النظر بوجوده في المنطقة.

المطلوب أن نبقى، أن نثبت، أن نصمد وأن نتعاون. ونحن قادرون، نعم قادرون بكل بساطة أن نلحق الهزيمة بهؤلاء الإرهابيين. وحتى الآن، كل معاركنا معهم ألحقت بهم الهزائم، وطردتهم وأبعدتهم، ونحن قادرون على ذلك، ولكن المهم التضامن والتعاون والوحدة الوطنية، وأيضاً أن يكون هناك دولة تتحمل مسؤوليتها بالدرجة الاولى، لكن إن تحملت الدولة المسؤولية نحن إلى جانبها ووراءها ومعها، وإذا كانت تريدنا أمامها، فنحن جاهزون. ولكن كالعادة، نحن لا نأخذ كثيراً بالانتقادات وبالشعارات، عندما يصبح الموضوع دماء الناس وحياة الناس وبقاءها ومنع تهجير الناس. نحن جاهزون أن نتحمل المسؤولية بدون أي تردد، وبدون أي تصنيف.

هذه هي الرسالة التي أحببت أيضا أن أوجهها.

في نهاية المطاف، نحن نأمل إن شاء الله، في يوم القدس العالمي، بالصبر، الثبات والصمود والتضحيات على مستوى كل المنطقة أن تلحق الهزيمة بهذه الموجة التكفيرية الإرهابية، ويستعيد محور المقاومة عافيته، لتعود إسرائيل لتناقش في مؤتمر هيرتزيليا الجديد، في أي عام مقبل، خطر الوجود الذي يحيط بها، لأنها وجود غير طبيعي، لأنها جرثومة فساد، لأنها غدة سرطانية، لأنها باطل محض لا مستقبل له في هذه المنطقة.

هذا وعد الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


قناة المنار
جميع الحقوق محفوظة لـ © الجماهير برس RSS