(على هامش زيارة قيادات حزبية وطنية من أنصار الله والاشتراكي البعث والناصري والحق والوفاق والحرية، لمشاركة الجيش واللجان الشعبية المرابطين في محافظة الجوف أجواء العيد)
بسرعة 120كيلو متر في الساعة خرجنا مِن صنعاء باتجاه الجوف، قاطعين سهوب وجبال وصحاري واودية في مسافة تحتاج اعواماً لتصل جيوش الغزو إن كانت مقاومتنا لهم فقط بالحجارة، وعلى تضاريس جبليه وصحراوية تقاتل مع أبنائها وكفيلة بأن تفتت تبتلع جيوش إمبراطوريات كالفارسية والحبشية والعثمانية فكيف بعصابات مُرتزقة ذات دفع مُسبق وباتت تهرب من معسكرات التجميع الحدودية في السعودية لتلجأ على الوطن جرا ما تُلاقيه من إذلال واستعباد من قبل ضباط المملكة الذين يحرمونهم حتى من القات وهم يسوقونهم عبيداً إلى المحارق! ويصفون كل مَن يتراجع عن القتال ضد وطنه!
توقفنا ف مديرية الزاهر حيث معقل الشهيد الرئيس المناضل عبد الفتاح إسماعيل ضَيفنا المحافظ الشاب المتواضع من أبناء المحافظة بمؤهل دكتوراه وحاملاً بندقيته وجعبته مع المقاتلين، الذين أتوا من كافة محافظات الجمهورية، كما أن أبناء الجوف ايضاَ موزعين على مختلف الجبهات في الوطن، لتحقق الوحدة الشَعبية المُعمدة بدماء الاحرار والشرفاء.
فتح المرتزقة ثلاث جبهات في الجوف محاذية لمارب هي الغيل والمتون والحزم، في مناطق لا تساوي مديريةً من بين مديرياتها الاثنا عشر مديرية، فجأةً تحولت قواعد الإصلاح إلى مقاتلين مرتزقة رغم مرور 8 أشهر من السلام في المديرية ومن مزاولة قيادات الإصلاح لوظائفهم العليا في المحافظة وبقاء مقراتهم ومساجدهم ومعاهدهم دون أن يمسها أحد، لكن لعنة مال العمالة مسهم!
وفي الطريق الذي شقته إطارات طقومات المجهدين، لتموه عن الطيران صار طريقاً لمرور الشاحنات والسيارات الخاصة، لحركة الحياة التي تقتفي أثار المدافعين عن الوطن.
ابطال الجيش واللجان الشعبية الذين لا يقلون وعورة، عَن هذه الطبيعة التي شكلت طبائعهم وأمزجتهم، وصنعت منهم مقاتلين أشداء يواجهون تحالف 17 عشر دولة فيهن ثلاث دول صناعية عسكرية، ومملكة تنفق على التسليح بما يفوق انفاقنا أكثر من مئة ألفَ مره بل هي الأكثر طلباً للسلاح على مستوى دول العالم!
لكن كل هذا السلاح وكل هذا المال لم يأتي لهم برجال يقسمون أن لا يتزحزحون شبراً واحداً مستعدين للتضحية ومُعدين لها أنفسهم وقد قدموا زملائهم والبعض جاءوا بدلاً عن اخوتهم بعد ان استشهدوا فيما هناك من حَضر مع أبنائه غير آبهِ بالموت ولا بائع للحرية بمال النفط كله!
ألتقينا بالأبطال، فشعرنا بالزهو أننا حقاً بجانبهم بجانب من نراهم في مشاهد الاعلام الحربي يركعون الامبريالية، وشعرنا بمدى تقصيرنا كسياسيين وكمواطنين، ومدى صغرنا أمام ما يُقدموه، ولم نشأ أن نُغادر، سكنتنا أرواح الشهداء وإلف المكان ووجوه المجاهدين، وكل ما يُحيط بناء من رملٍ ونخيلٍ وجبال وأودية أقسمت معهم أن لا تراجع في معركة التحرر والاستقلال