اعتبرت صحيفة الوطن العمانية أن الاتفاق الروسي الأميركي حول سورية يعد خطوة مهمة على الصعيد الإنساني لكونه حاجة ملحة تستدعيها الظروف الإنسانية التي يمر بها الشعب السوري طوال أكثر من خمس سنوات جراء المؤامرة الإرهابية التي استهدفت وطنه.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان “حاجة انسانية ملحة يسعى المتامرون لتوظيفها” إنه على الرغم من هذه الحاجة الإنسانية فإن القوى المتآمرة على سورية لا تزال تعمل على إلحاق المزيد من الكوارث والمآسي بالشعب السوري عبر هذا الاتفاق بطريقة مباشرة أو غير مباشرة حيث يتم العمل الآن من قبل معشر المتآمرين على توظيف الاتفاق في سياقات خارجة عن الأبعاد الإنسانية والمنطقية وبعيدا عن السياقات السياسية المعلنة التي يمكن ان يقود إليها الاتفاق كبداية عملية للحل السياسي للأزمة في سورية”.

وأشارت الصحيفة إلى التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول المحاولات الجارية من قبل بعض الأطراف المتدخلة في الشأن الداخلي السوري سواء بمحاولة تحييد بعض التنظيمات الإرهابية المسلحة عن الاستهداف ودمجها في تنظيمات مصنفة أميركيا بأنها “معتدلة” مثل “جبهة النصرة” الإرهابي.

وقالت الصحيفة “لا يزال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يحجم كما أكد الوزير لافروف عن توجيه ضربات لمواقع الإرهاب وهذا الاحجام في أبسط تفسير له يضع علامات استفهام كثيرة حول طبيعة الاتفاق وحقيقته ما يعني أن الولايات المتحدة اتجهت الى الاتفاق مضطرة بقوة الميدان السوري المائلة كفته لمصلحة الدولة السورية والجيش العربي السوري والذي يشهد استمرارا في تطهير المناطق السورية من رجس الإرهاب سواء عبر العمليات العسكرية أو المصالحات الوطنية التي بدأت هي الأخرى تأخذ مسارا تصالحيا كشف جانبا مهما من حقيقة المؤءامرة التي ظل معشر المتآمرين يغطونها عبر آلة إعلامهم بأنها “ثورة” ويحرضون ضد الجيش العربي السوري بأنه يقتل أبناء الشعب السوري”.

وبينت الصحيفة أنه على الجانب الآخر يدخل كيان الاحتلال الإسرائيلي على خط التصعيد لانتهاك السيادة السورية واستهداف مواقع الجيش العربي السوري وهو ما استلزم ردا من قبل الجيش مشيرة الى ان كيان الاحتلال يهدف من هذا التصعيد إلى التشويش على الاتفاق الروسى الاميركى ورفع المعنويات المنهارة للتنظيمات الإرهابية وإعلامها بأنه مستعد للتدخل المباشر إن اقتضت الحاجة إلى ذلك.

ورأت الصحيفة في ختام افتتاحيتها أنه بناء على ذلك فربما “نحن أمام سيناريو مكرر فيما يتعلق بالاتفاقيات والهدن السابقة.. أي اعطاء التنظيمات الإرهابية المسلحة وقتا لإعادة تنظيم صفوفها وتزويدها بالعتاد العسكري اللازم وفك الحصار عمن حوصر منها”.