زيف، خداع، تضليل، كذب وتآمر يرافقها استخدام القوة، أعمدة الثقافة الاستعمارية التي استعملتها الولايات المتحدة الأمريكية ومازالت، لنشر أذرعها الطامعة أبداً بتحقيق هدف استعماري بالسيطرة على دول العالم، واستلاب حقوقها وثرواتها ومواقعها الاستراتيجية وسعة حركة أسواقها، بتصرّفات ما هي إلا عموم سلوك واضح النظريات والتطبيقات، ومادامت أمريكا اتّخذت الشرّ قرار حضور فلن يتفرع عنه إلا عمليات «تُمنطقها» نظريات عدوانية، وتدعمها أدوات عملية، وحضور أممي تستثمر فيه مقاعدها في كل المنابر الأممية، السياسية والمسيّسة لخدمة أجنداتها، وهذا ما تحاول اليوم فرضه على الساحة العالمية عامة، والعربية خاصة.

الولايات المتحدة الأمريكية، أياً كانت الشعارات الحقوقية والإنسانية التي تجتهد لكي ترافق ظلها، وتسعى لنشرها كتعريف لحضورها الهوليودي، ماهي إلا استعراض عبثي مكشوف المسرح والمخططات، التي ما استطاعت طمس الوجه الحقيقي لغاية سياساتها بنشر الهيمنة الأمريكية باستثمار البسيط قبل المعقّد من السياسات، لتصل لأشمل غاية مبتغاة.

ولكي تحقق هذا الحضور، لابدّ من أن تحقق دائماً الفرضية الرياضية التي اعتنقتها، حيث هي مثلث أمريكا فيه الضلع الأساس، بينما «إسرائيل» الوتر الثابت، ويبقى الضلع الثالث متبدّلاً، يكون معلوم الاسم حسب المصالح الاستعمارية الآنية التي تنشدها السياسة الأمريكية، التي باتت في سورية مثلثاً مكسور الساق، فالضلع «المصلحة» الذي اتخذته قاعدة استنادية انكسر، وتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي بخلفياته وماورائيات داعميه انفضح لكونه جزءاً من تنظيم «القاعدة» الذي تدّعي الولايات المتحدة الأمريكية محاربته، ليصير ورقة اعتداء محروقة، وصار لزاماً على أمريكا، الشكل الهندسي الاستعماري منتظم النيّات، البحث عن زاوية تقبل الارتهان لمصالحها، فكانت «قوات سورية الديمقراطية» الضلع الذي تطمع من خلاله لإغلاق شكلها الهندسي في التآمر على سورية، ليأتي القرار سورياً بامتياز (قيادة وشعباً): إننا مثلما حررنا حلب ودير الزور، وقبلها حمص، والآن ريف دمشق، سيكون التحرير الأشمل لكل المناطق السورية، وستلقى أمريكا وحلفاؤها حتف غاياتهم، وستخرج هي وأدواتها من قواعدها اللاشرعية مهزومة بالقوة، انطلاقاً من واقع ميدان فرضه، وسيثابر الجيش العربي السوري على فرضه، بالتوازي مع التقدّم بإحراز الإنجازات السياسية مع كل المبادرات بما يخدم النتيجة الهدف الذي تصبو الدولة السورية لتحقيقه بالتحرير الكامل الذي بات يقترب من خط النهاية، ما جعل أعداء سورية وخصومها في الغرب يحاولون إطالة أمد الحرب، واستثمار كل السبل لإعاقة العملية السياسية، لتصطدم رغباتهم اللاشرعية بجدار إرادة فولاذي، ركائزه شعب مقاوم وقيادة حكيمة، كلاهما مصمم على تحقيق النصر على كامل الجغرافيا السورية صاحبة السيادة، ومؤمنين بأن القوة خيار حق فرضه واقع حال عدواني، يسعى لاستعمار البلاد ولارتهان شعب لم ولن يرتضي الذلّ والهوان، وسيحقق نصره بمفهوم قوة يختلف تماماً عمّا يدّعيه حلف الأشرار، حيث شتّان مابين القوة الشرعية وقوة الاحتلال، لذلك سيرتد الأعداء ليكون التحرير الكامل نتيجة حتمية في وجه أمريكا الخاسرة سورياً، فهي قد وقعت في وحل أعمالها وغطرستها حين هيأ لها فائض قوّتها أنها تستطيع الحضور اللاشرعي أينما قرّرت أجنداتها.

لذلك، بالقوة المستمدة من إيمان شعب بشرعيّة حقّه وحكمة قيادته السياسية، وقدرة مؤسسته العسكرية، سنختم فصول الحرب على سورية، قراراً اتخذناه، لا استعراض سياسي فيه، ولا تغريدات نماثل فيها من يطبقون السياسة بالخداع ليكون النصر حالة صحيّة، ومخرجات مؤكدة التحقيق ستكسر كلّ ساق لمثلث الشر الأمريكي، وبالتأكيد ستطول وتره الصهيو- أمريكي في القادم من الأيام.