آخر تحديث : الثلاثاء ( 23-04-2024 ) الساعة ( 2:09:12 صباحاً ) بتوقيت مكة المكرمة
آخر الأخبار :

#تحذير: امطار غزيره وصواعق وتدفق السيول بالمحافظات news #عاجل:سيول وفيضانات مدمرة وانهيارات أرضية تضرب هذه المحافظه اليمنيهnews #عاجل:سيول جارفة وأمطار غزيرة تهدد سلامة سكان هذه المحافظات اليمنية خلال الساعات القادمةnews #روسيا : الضربات الامريكية البريطانية على اليمن غير مقبولةnews #كوبا: تحذر من استمرار العدوان الأمريكي البريطاني على اليمنnews #المرشد الإيراني علي خامنئي تعليقا على بدء الهجوم على إسرائيل: ستتم معاقبة النظام الشريرnews #عاجل: الحدث...اطلاق عدد من صواريخ كروز المواجهه باتجاه إسرائيل news #عاجل: تحذير لكافة المواطنين من مخاطرَ خلال ساعاتnews هذه الدول تعلن يوم غد الثلاثاء المتمم لرمضانnews رسميا : اليمن تعلن موعد يوم عيد الفطر المبارك news

عن تراجيديا (الذات) المقهورة..؟!

عن تراجيديا (الذات) المقهورة..؟!

الجماهير برس - طه العامري      
   السبت ( 20-08-2022 ) الساعة ( 8:16:48 مساءً ) بتوقيت مكة المكرمة
يكتض المكان بأرتال المقهورين.. تتراكم الآهات في سماء المكان.. تتساقط منها دموع القهر يتلقفها (الطغاة) ليروو بها حدائق (العبودية) الممتدة بأمتداد الجغرافية المستباحة لحوافر ( العاديات) التي تلسعها سياط (الطغاة) مثلها مثل بقية الأرتال المتهالكة المتطلعة إلى بعضا من حياة  صادرها عتاولة الطغاة.. في بلادي.. هناء كل شيء يورث.. ( الوطن) تتوارثه  الإقطاعيات و(الطغيان) يتوارثون والوجاهة  أيضا، والنفوذ، وحتى المقهورين يورثون القهر لأبنائهم، والأحلام بدورها تتوارثها الأجيال المتعاقبة.. ذات يوم بزغت (شمس الحرية) فسارعت ترويكا (الطغاة) بما تملك من عوامل القوة والبطش ترتل آيات الخيانة وسيمفونية العمالة والأرتزاق، تعزف مقطوعة الأرتهان الأبدي لمن يحجب عنها أطياف الشمس الكاشفة لعورات الفقر والقهر والجهل المكتسب..؟! يمتشق الطغاة سيوفهم ويحرروها من اغمادها.. يستبيحون أجساد المقهورين، يدوسون بحوافر (عادياتهم) أحلام مسكونة في أنسجة تلك الأجساد المتصحرة..! توغل سيوف الحقد في لعق دماء تسكن بقايا الأجساد المتهالكة وبأسنتها تنتزع أنسجة الأماني والأحلام كي يبقى (الطغاة) متربعين على عرش طغيانهم..؟! نبتهل.. نتلوا آيات المجد، نعزف بأوتار من أعصابنا أناشيد  الفعل الخالد.. نحدق بعيون يملها الخوف نبحث عن أطياف  بيارق الحرية علها تبدوا من هناء أو هناك ، نشاهد غبار متلاطم ينتصب ملء مدى العيون الزائغة.. نترقب.. نسأل عن هوية القادم.. يملي غبار القادمين سماء المكان.. يزداد صهيل القادمين وتزداد زمجرتهم، ينقشع الغبار تدريجيا فتتكشف هوية القادمين، يتنفس (الطغاة) الصعداء.. يعيدون ترتيب هندامهم.. تدوي (طبول البرع) بزوامل النصر المبين، يردد الجمع وبصوت موحد (يا فرح يا سلاء).. تعتمد الاهزوجة عنوانا للنصر المفترض، تزداد أرتال القادمين أقترابا تندمج بين الحشود المترقبة حتى الذوبان مع التمايز بالأدوار طبعا.. يصطف الجميع.. على إيقاع موال جديد، أجساد مهترئيه تتمايل.. تتشكل حركة المصطفين في الميدان وفي حركة جماعية يؤدون رقصة (الفلامنكو) على إيقاع نغمات (مزمار القبيلة) تتمايل رؤوس (الأفاعي) إعجابا بالحان الموت المجاني، وتصدح الحناجر  بأصوات باهتة تمجد منجزات  (الطغاة)..؟! يسارع الزمان بخطواته نحو آفاق المجهول فيما (تراجيديا) الأحداث تستنخ نفسها وتجتر مآسي كانت.. تلقح ذاكرة الأجيال بكل مفردات (الثأر) القادمة من أساطير المكان المؤغل بالقدم ..! تصدح تراتيل الأمل معلنة ميلاد الفرحة، تستبشر الجموع الراقصة بالنباء العظيم، يعتلي (البطل) عرش الزمان والمكان يتلوا من سفر الخلود مفردات المرحلة، تخفق قلوب المقهورين، وتصدح الأفواه سيمفونية الانتصار.. تتشكل الخارطة باطياف الحلم الجميل.. تبدأ القلوب المكلومة بتنقية تجاويفها  من رجس الماضي وادرانه.. تبهت تراجيديا الأحداث.. تنكمش.. تتقهقر.. تصارع هزيمتها.. لكن وقبل أن تلفظ أنفاسها يسقط (البطل) ملطخا بدماء الغدر والخيانة.. تتوشح الجموع بالسواد، تنزف المآقي.. تتلاشى الجموع، يخرج منها بعض المتسائلين  (بأي ذنب) كان السقوط فلا يجدون غير الصمت وصداء أصواتهم المبحوحة..! في موكب جنائزي مهيب تشيع الحقيقة والحلم واجساد المتسائلين ثم ينسج الصمت خيوطه ويغدو الخوف عنوان المكان والهوية..! يواصل الزمان هرولته نحو اللا عنوان، تنهمك الجموع في جلد الذات ترتل حسراتها .. تجف المآقي، وتطغي في النطاق رائحة الدم والبارود.. تتفق (أزهار الخيانة) تنشط ( جوقة) التلهي والنسيان في طمس معالم الأحداث والذكريات.. تتفنن ماكينة القهر المنتظم في أبتكار وصناعة  أحداث جديدة..!! يستمري (فرسان القبيلة) المشهد، فيحتكرون المسار على أمل الخلود.. وتستمري التراجيديا ثقافة استنساخ ذاتها.. تبدأ دورتها، تجزى أدواتها وتشطر النطاق. آه.. أيها الوطن المنكوب فينا، كيف لك أن تحملنا ونحن لسنا منك.. لا نشبهك، لا ننتمي إليك وان زعمنا..! تؤغل النفوس المترعة تحديقا باطياف اللحظة وأدواتها، تبحث الذاكرة عن شبيه للحظة والمرحلة علها تجد ما يبرر توحش اللحظة وقساوتها.. تبحث في (قواميس) التنابز عن تعاريف تبرر دوافع أحتراب  (الأنصار) و (المهاجرين)..! فلا تجد سوى بقايا من (بني قريظة) يسعون ( للثأر) وتمزيق الجموع.. بعد أن أقنعوا  للمرة المليون (فرسان القبيلة) وأرتالا من (سدنة المرحلة) وجعلوا منهم (حصان طروادة) القابل للاستنساخ بحسب الحاجة..؟!  تكتوي الأجساد المنهكة بتجاعيد القهر وحراب  التراجيديا، تتمزق أنسجة الجمع، تتشظي الوجدان، وتتمزق الجغرافية.. فيما (فرسان الخيبة) يذهبون بعيدا في غيهم و(عادياتهم) مسرجة متحفزة بحوافرها والصهيل..! هناء حيث لاصوت يعلوا على صوت (الصهيل) و سيمفونية (المزامير) المحركة لحوافر (العاديات) على أجساد بقايا الحالمين بالانعتاق من شرنقة اللحظة المؤغلة بالافك.. تتناثر أسئلة الجمع عن نهاية المآسي المثقلة بالقبح، عن نهاية النزيف، وعن أندمال الجراحات الغائرة.. أسئلة وتساؤلات تبحث عن إجابات.. ولكن يبقى المجهول هو العنوان، وتبقى تراجيديا القهر ، هي الطاغية بحظورها في حياتنا، ويبقى الوطن هو الخاسر فينا، خسارة لا يعوظها سوى عودة الوعي، وهو الفعل المستحيل حدوثه، أن لم تتداخل الأقدار بمعجزاتها..؟!

جميع الحقوق محفوظة لـ © الجماهير برس RSS