آخر تحديث : الثلاثاء ( 23-04-2024 ) الساعة ( 2:09:12 صباحاً ) بتوقيت مكة المكرمة
آخر الأخبار :

#تحذير: امطار غزيره وصواعق وتدفق السيول بالمحافظات news #عاجل:سيول وفيضانات مدمرة وانهيارات أرضية تضرب هذه المحافظه اليمنيهnews #عاجل:سيول جارفة وأمطار غزيرة تهدد سلامة سكان هذه المحافظات اليمنية خلال الساعات القادمةnews #روسيا : الضربات الامريكية البريطانية على اليمن غير مقبولةnews #كوبا: تحذر من استمرار العدوان الأمريكي البريطاني على اليمنnews #المرشد الإيراني علي خامنئي تعليقا على بدء الهجوم على إسرائيل: ستتم معاقبة النظام الشريرnews #عاجل: الحدث...اطلاق عدد من صواريخ كروز المواجهه باتجاه إسرائيل news #عاجل: تحذير لكافة المواطنين من مخاطرَ خلال ساعاتnews هذه الدول تعلن يوم غد الثلاثاء المتمم لرمضانnews رسميا : اليمن تعلن موعد يوم عيد الفطر المبارك news

بقية كلمة السيد حسن نصر الله في يوم القدس العالمي 23-6-2017

بقية كلمة السيد حسن نصر الله في يوم القدس العالمي 23-6-2017

الجماهير برس - بيروت      
   الاحد ( 25-06-2017 ) الساعة ( 11:09:32 صباحاً ) بتوقيت مكة المكرمة
 
ثالثاً: في العراق، وبفعل تضحيات العراقيين وصمودهم وثباتهم، اليوم نحن نشهد الانتصارات العظيمة في هذا العام، خصوصاً في هذا العام، والانتصارات الحاسمة في هذا العام. أنا لا أستطيع أن أتحدث عن أيام أو أسابيع، العراقيون هم أدرى بذلك، ولكن المسألة في الموصل مسألة وقت، وبقية داعش في العراق إلى زوال، إذا كانوا لا يزالون موجودين قليلاً في الأنبار أو في مكان ما في صلاح الدين أو في مكان ما في كركوك، فلا مستقبل ولا بقاء لداعش في العراق. هذه داعش التي أتَوا بها لإخضاع العراقيين وإذلال العراقيين، وليتراجع العراقيون عن خطهم السياسي وعن التزامهم وإيمانهم من أجل أن يخضعوهم للإرادة الأميركية والإقليمية التابعة لأميركا. هذا أيضا فقط في العراق، وأكثر من ذلك أصبح هناك في العراق تجربة جهادية رائعة ووعي كبير وإيمان راسخ واستعداد هائل وإحساس قوي بأنهم جزء من هذه المعركة الموجودة على مستوى المنطقة، وهذا خبر سيء لإسرائيل، أعود له في الاخير.
خامساً في اليمن، هذا الصمود الاسطوري ما يقارب ثلاثة أعوام، الان في النهاية في العراق في سورية، نحن نتكلم عن إمكانات وعن جيش مكتمل، لا يوجد حصار عملياً، يوجد طيران وحدود بحرية إلخ.. ولكن في اليمن حصار مطبق من البحر والبر والجو ودولة إمكانياتها بالأساس إمكانات متواضعة، لم يكن مسموح لها أن تكون دولة قوية، وشعب يعاني الكثير من الأزمات المعيشية والحياتية، ومع ذلك قريب الثلاث سنوات هذا الشعب يقاتل مجموعة جيوش في آن واحد، و"اسرائيل" تشارك في هذا القتال، تشارك في القصف الجوي في اليمن، نحن لدينا معلومات أكيدة، معلوماتنا نحن، لم يعطِنا إياها أحد، أن سلاح الجو الإسرائيلي كان بالسابق يقدم معلومات، أما الآن فيشارك في قصف أهداف في اليمن، تحت عنوان التحالف العربي، لكن لا يتم الإعلان عن ذلك. حسناً، هذا شعب لم ينهار ولم يضعف ولم يتخلَّ، يكفي اليوم وكان من الممكن لهذا الشعب مثل ما كانوا يخططون هم انه عندما العرب يتآمرون على الشعب اليمني، أغلب العرب، أغلب الدول العربة ويجد هذا الشعب نفسه مظلوماً حتى من الشعوب العربية والاسلامية، وحتى اسمحوا لي اليوم أريد أن اكون شفافاً زيادة عن اللزوم، عندما يجد أنه إذا خرج صوت من فلسطين فهو صوت خجول أو موسمي يدافع عن اليمنيين وعن الشعب اليمني في مواجهة العدوان السعودي الاميركي، ولكن لأقول لكم إن أهدافهم فشلت، ليس هناك من داع لأتكلم كثيرا، الآن صدفت بانكم تأتون إلى المجمع، ولكن أنا أشاهد على التلفاز، اتمنى في الليل بأن تروا المظاهرة والمسيرة الشعبية في مدينة صنعاء، لا أريد أن أقول ملايين، سأقول مئات الآلاف في العالم العربي، الآن بأن يتظاهر الملايين في إيران يوم الجمعة، هذه ايران، دولة آمنة قوية مستقرة أمورها مرتبة، إلخ... ولكن في اليمن، في مدينة صنعاء، مئات الآلاف، رجال، نساء، صغار، كبار، تحت الشمس، وممكن في أي لحظة يتعرضون لقصف جوي، وترتكب فيهم مجازر، وصائمون، من أجل ماذا؟ من أجل فلسطين ومن أجل القدس، وتأكيداً لهذه البيعة، لا يوجد داعي لأتكلم أكثر عن اليمن، يكفي أن تشاهدوا هذه المسيرة، لتحكموا، انه يساوي فشل الهدف المركزي السعودي الاسرائيلي في المنطقة، الذي يريد أن يبعد الشعب اليمني عن فلسطين، هذا الشعب اليمني اليوم كان يقول بالرغم من كل المظلومية والظلم والتآمر والكوليرا والجوع والمرض والحصار والغربة: نحن، هذا الشعب اليمني العظيم، لن نتخلى عن فلسطين ولا عن القدس ولا عن بيت المقدس، هذه هي رسالتهم اليوم، هذا فشل لآل سعود، الذين شنوا هذه الحرب لمصلحة أميركا وإسرائيل، هذا فشل ذريع وهائل، وأكثر من ذلك أيضاً أصبح للمقاومة اليوم، مثلما كنت أتكلم عن العراق، أصبح للمقاومة اليوم قوة شعبية وسياسية ووطنية وإسلامية وقوة عسكرية وجهادية حقيقية ومجرّبة وممتحنة وصلبة في اليمن، هي جزء من هذا المحور، ونحن نفتخر أن يكونوا جزءاً من هذا المحور، أن ننتمي إليهم ونفتخر أن ينتموا إلينا، هذه هي الحقيقة.
سادساً: ثبات وصمود حركات المقاومة في لبنان وفي فلسطين، لا العالم هربت ولا انسحبت، ولم تسلم سلاحها، ولا فجرت صواريخها ولم ترميها بالبحر، ولم ترميها على المزبلة ولم تساوم عليها ولا غيّرت أدبياتها ولا تحالفاتها ولا مواقفها رغم كل ما تكلمنا عنه قبل قليل: تهديد وتهويل واتهام بالارهاب، واعتقالات واغتيالات وسجون وحصار وتجفيف مصادر مال، وقوانين عقوبات ولوائح ارهاب الخ.. هذا أيضا مهم، لكن الأهم هو أن نضيء أيضاً على إنجاز حقيقي للمقاومة في لبنان وفي فلسطين خلال كل هذه السنوات الماضية، هذه المقاومة التي تعمل على بقائها وجهوزيتها وعلى استعدادها النفسي والمعنوي والمادي والعسكري والامني، نفس الاسرئيلي  في هرتزيليا الذي ينظر الى الدول التي هو سماها، الدول العربية السنية المعتدلة، وهنا في الحقيقة مسؤولية السنّة أن يردوا على هذا الكلام أكثر من مسؤوليتنا نحن، لكن بنفس الوقت، ليبرمان هذا المتطرف المتعصب ماذا يقول، عندما يتكلم عن مشكلة انه لماذا لم تقم اسرائيل إلى اليوم تسويات في المنطقة، يعدّد مجموعة أسباب، سأقرأ لكم "سطر ونصف"، واحد من الأسباب التي يقولها، أعتقد، وهنا اسمعوا جيداً، لأن هذا الكلام حقه دماء، هذا انجاز، هذا انتصار، هذا اعتراف من العدو للذي لا يزال هنا، يقول ليبرمان في هذا الخطاب في مؤتمر هرتزيليا، أعتقد بأن إحدى مشاكلنا هي أننا منذ سنة 1967 لم ننتصر في أي معركة، هذا ليبرمان، في الواقع المعركة الحقيقية والمرة الأخيرة التي انتصرنا بها كانت حرب الأيام الستة، ولم يكن لأي أحد شك في الذي انتصر ومن خسر، انه في ال67 لم يكن لأحد شك بأن إسرائيل هي من انتصرت والعرب هم من خسروا، غياب الانتصارات أمر يؤدي إلى قلة ثقة الطرف الآخر.
حسناً، هم الآن يعترفون، ولذلك بعد ال 73 كان المطلوب تحييد مصر، والآن كان المطلوب تدمير سورية، والعمل على حركات المقاومة لأن اسرائيل بحاجة الى نصر، لتصل إلى تسوية هي بحاجة الى نصر. الآن طبعاً هناك بعض الزاحفين والمتهالكين على العروش يريدون أن يقدموا نصراً سياسياً لإسرائيل من دون قتال مجاناً، أيضاً نعود إليه لاحقاً.
المسألة الأخرى التي أيضاً تُسجل للمقاومة في لبنان وفي فلسطين، وأتمنى أن يتم الانتباه لهذا الكلام لأن في لبنان عادة يتابعون، بين مدة وأخرى يخرج مسؤول اسرائيلي ويطلق تصريحات، هذا الذي يريد أن يعيد لبنان عشرين عاماً إلى الخلف، هذا خمسين عاماً، ذلك مئتي عام، "كل شوَي" يأتي ناس، والسفراء أيضاً، بعض السفراء الأجانب يهوّلون على المسؤولين اللبنانيين أنه يوجد حرب وغيره وما القصة والصيف الساخن والصيف غير الساخن.
طبعا أنا سأقرأ هاذين النصين ولكن نحن لا نثق بالإسرائيليين، لا يعني أن نطمئن، ولكن لأنقل لكم المزاج بهذا المؤتمر، ماذا يتحدث الجماعة، نص من وزير الحرب الإسرائيلي ونص من رئيس أركان جيش العدو، يعني هذان أكثر اثنين من الناس المعنيين بالحرب بالإضافة الى نتانياهو، يقول ليبرمان ـ من أجل أن يطمئن بعض اللبنانيين الخائفين قليلاً ـ يقول: دائماً يسألونني ما الذي سيحصل في غزة، هل نحن مرة أخرى امام حرب؟ ماذا سيحصل مع حزب الله؟ ماذا سيحصل في سوريا؟ وأنا مرة اخرى اكرر المقولة التي أكررها دائماً ـ هذا مين؟ هذا ليبرمان الذي كان يهدد ويتوعد وإلى آخره ـ ليست لدينا أي نية بالمبادرة إلى أي عملية عسكرية لا في الصيف ولا في الخريف لا في الشمال ـ يعني عندنا ـ ولا في الجنوب ـ يعني عند إخواننا في غزة ـ هدفنا هو الحؤول دون الحرب وباستطاعتك أن تحول دون نشوب حرب من خلال خلق ردع حقيقي صادق مطروح على جدول البحث، من خلال الردع تمنع الحرب.
هنا من الذي يتحدث؟ وزير حرب العدو، وطبعا تحدث عن العديد من الأمور بشفافية في الخطاب الخاص به، لماذا؟ لماذا لا يريد حرباً لا مع غزة ولا مع لبنان؟ لأن هذه الحرب مكلفة أيها الإخوة والأخوات، هنا يجب أن نفهم قيمة الإنجاز في غزة وقيمة الإنجاز في لبنان، إنجاز المقاومة، إنجاز المعادلة الذهبية: الجيش والشعب والمقاومة، إنجاز الانسجام الوطني ولو بشكل عام، ولكن بشكل أساسي المقاومة التي تملك قدرة أن تجعل الحرب مع إسرائيل مكلفة جداً على اسرائيل وهو ما الذي يقوله قبل قليل؟ يريد نصراً وهو يعلم أن الحرب على غزة ليس لديه فيها نصر وأن الحرب على لبنان ليس لديه فيها نصر، يدمّر، يقتل، يستبيح، لا أحد يناقش بوحشية العدو وقدراته ولكن لا يستطيع أن يحقق نصراً، لأنه يوجد إرادة، يوجد مقاومون، ويوجد أبطال ويوجد بيئة حاضنة، ويوجد أناس ويوجد عوائل شهداء ويوجد قيادات سياسية ويوجد علماء ويوجد قوى ويوجد الكثير من غيرها من الأمور.
إذاً المقاومة ما زالت تصنع الإنجاز على مدار الساعة، نفس هذه الحالة، حالة الردع للعدو، الحالة التي يعرف فيها العدو انه ليس له باب ولا شبّاك ولا منفذ ليشن حرباً ينتصر فيها على لبنان او ليشن حرباً وينتصر فيها على غزة. هذا هو الذي يردعه، وهذا دليل قوة المقاومة في لبنان وقوة المقاومة في غزة، والاعتبار الاساسي الذي يقيمه العدو للمقاومة في معركتها.
رئيس أركان جيش العدو أيضاً يقول بعد أن يذكر أن إسرائيل تستطيع أن تدمر وتفعل وتستبيح وغيره.. وفي الختام يقول: ورغم الواقع الذي وصفناه ورغبتنا في إبعاد منظمة حزب الله من جنوب الليطاني كما هو مطلوب في القرار 1701 لدينا مصلحة بأن يستمر هذا الهدوء لأعوام طويلة إلى الأمام، هذا ليس وزير خارجية، ليس ديبلوماسياً، هذا قائد الجيش الذي عمله أن يهدد ويتوعد ويرعب ويخوّف، هو ماذا يقول؟ يقول نحن مصلحتنا "أن نقعد عاقلين" ونريد هدوءاً لأعوام طويلة، طالما من خلال الردع قادرون أن نحقق هذا الهدوء.
لماذا هذا الكلام؟ لماذا إسرائيل اليوم تحسب هذا الحساب للمقاومة؟
سابعاً: شعوب الأمة، وبالرغم من كل الجراح انظروا اليوم إلى شعب البحرين يتظاهر ويُطلق عليه الرصاص. أيها الشعب الفلسطيني أعود وأخاطب إخواننا الفلسطينين: إخوانكم في البحرين يتظاهرون من أجلكم من أجل قضيتكم، من أجل مقدساتكم، من أجل حقوقكم، ويطلق نظام آل خليفة النار على رؤوسهم وصدورهم ويعتقلهم ويعذّبهم ويسجنهم ويضربهم، ولكن هذا الشعب البحريني الوفي أيضاً هو يخرج اليوم ليقول إن فلسطين بالنسبة لنا هي دين وعقيدة وإخوة وأهل وأمة.
نفس الشيء عندما نذهب إلى نيجيريا، شيخهم وقائدهم في السجون وبمؤامرة سعودية، وقتل منهم الآلاف واعتقل منهم الآلاف، ويخرجون اليوم بمئات الآلاف وبعشرات الآلاف، وبالعديد من المدن من أجل فلسطين ومن أجل القدس. وهكذا العراق، سوريا، باكستان، أفغانستان، تونس، تركيا، موريتانيا، في العواصم الغربية، في لندن وفي غير لندن، ماذا يعني هذا الامر؟ يعني أن الأمة وبالرغم من استهدافها وإلهائها وإشغالها وتمزيقها وتحريضها طائفياً ومذهبياً وعرقياً وقطرياً وحزبياً وغيرها، ولكن ما زالت القدس وفلسطين حاضرة وستزداد حضوراً.
أحببت أن أمضي في هذا المشهد في هذه الطريقة لأقول كلا.. في المحور الآخر.. هذا الهدف المركزي الذي اسمه إنهاء القضية الفلسطينية إخراج فلسطين والقضية الفلسطينية من المعادلة، هذا لم يتحقق، فشلوا في تحقيقه. بل أكثر من ذلك، محور المقاومة يزداد حضوراً وفعالية وقوة، هذا الشيء الذي نريد أن نصل إليه بالنهاية، كنت أريد أن أترك القليل لأتكلم به عن لبنان، لكن الواضح أننا سنأخذ في هذا الموضوع أيضاً القليل من الوقت.
في المحصلة، في رسالة يوم القدس من خلال كل هذه الوقائع التي شهدناها من ميادين القتال إلى ميادين السياسة إلى ميادين المظاهرات الشعبية والاحتفالات والمهرجانات، اليوم يجب أن نأخذ النتائج التالية ونحدد المسؤوليات التالية:
أولاً: على الشعب الفلسطيني وعلى كل المؤمنين في هذه القضية في العالمين العربي والاسلامي أن لا ييأسوا، بالرغم من كل الصعوبات التي تكلمنا عنها في الجزء الأول، لأن هذا الذي يحقق هدف هذا العدو.. أن لا ييأسوا، أن لا يملّوا، أن لا يتعبوا، أن يصبروا أن يصمدوا أن يواصلوا لأننا أمامنا هناك الكثير من الآمال والكثير من الإنجازات والكثير من الآفاق المفتوحة، وبالتالي لا يجوز لنا أن نيأس ولا أن نتخلى ولا أن نتعب ولا أن نستسلم في نهاية المطاف وأن يتمسكوا بالحق الذي هم عليه.
ثانياً: أن يعرف الجميع، الصديق والعدو، الصديق يحتاج إلى طمأنة لأنه يوجد حرب نفسية ليلاً نهاراً على هذا الصديق، على بيئتنا، على أناسنا، على كل جمهور المقاومة في العالمين العربي والإسلامي، وأن يعرف العدو أيضاً الذي يتآمر أن يعرف كم تبلغ حساباته وكم يبلغ ميزانه،
أن يعلم الجميع أن محور المقاومة قوي جداً وأثبت أنه قوي جداً، لم يسقط، لم ينهار، لم يتداعَ، استوعب الموقف واستعاد زمام المبادرة في أكثر من ميدان وبلد وساحة.
اليوم محور المقاومة لم يخلِ الساحة ولن يخلي الساحة في يوم من الأيام، اليوم محور المقاومة يشعر بأن هناك إضافات حقيقية أضيفت إليه لم تكن قبل سنوات، قبل ستة أعوام وسبعة أعوام وعشرة أعوام.
 كنا إيران وسوريا ومقاومة في لبنان ومقاومة في فلسطين ونقطة على أول السطر. الباقي شعوب تتعاطف معنا.
أما اليوم هناك إضافتان نوعيتان كبيرتان في محور المقاومة، حقيقيتان قويتان أصيلتان مؤثرتان فاعلتان في المنطقة وفي مصير المنطقة، التطور في العراق والتطور في اليمن، هذا لم يكن في السابق.
اليوم إذاً يجب أن يعرف الجميع أن محور المقاومة أقوى، ويجب أن يعرف العدو الإسرائيلي أنه إذا شن حرباً على سوريا أو على لبنان فليس من المعلوم أن يبقى القتال لبنانياً إسرائيلياً أو سورياً إسرائيلياً
هذا لا يعني إنني أقول إن هناك دولاً قد تدخل بشكل مباشر، ولكن قد تفتح الأجواء لعشرات الآلاف بل مئات الآلاف من المجاهدين والمقاتلين من كل أنحاء العالم العربي والإسلامي ليكونوا شركاء في هذه المعركة، من العراق ومن اليمن ومن إيران ومن أفغانستان ومن باكستان. من يقول إنه إذا قرر العدو أن يعتدي أو أن يشن حرباً أن الحرب ستكون مثل عام 2006 وما شاكل؟ كلا اليوم محور المقاومة يتعاطى أنه معني بمصير واحد.
ثالثاً: يجب أن يعرف الجميع أيضاً أن الأوضاع في المنطقة لن تبقى هكذا وأن مخططات الأعداء فشل بعضها وسيفشل الباقي، وفشلوا في تحقيق أهم الأهداف السياسية، سواء عسكرياً أو إعلامياً أو سياسياً وأن الذي صمدوا وواجهوا بالدم والشهداء والتضحيات في كل هذه الميادين سيواصلون العمل لتغيير هذه الأوضاع في المنطقة.
رابعاً: إن الوجوه والدول والأنظمة باتت مكشوفة بالكامل، هنا رابعاً أريد أن أقول ما هذا الذي مكتوب خلفي، "إن شرف القدس يأبى" هذه الجملة قالها سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر (أعاده الله بخير وأخويه ورفيقيه) بالسبعينات في مؤتمر كبير جداً كان في الأونيسكو على ما أذكر وبحضور القيادات الفلسطينية وأحزاب وطنية وغيرهم، وقال مخاطباً ـ حتى لا نقطع شيئاً من كلامه ـ خذ علماً يا أبا عمار أن شرف القدس يأبى أن تتحرر هذه القدس إلا على أيدي المؤمنين. ممكن الآن إذا كان هناك شخص منا في هذا الزمن يقف ويقول هذه الكلمة فليس لها أي ثمن، ربما في لبنان أو في العراق أو في سوريا أو في اليمن، يمكن الآن أن يخطب في صنعاء ويقول أو في بغداد أو في طهران ولكن حينما قالها الإمام السيد موسى الصدر في الأونيسكو كان في غربة.
بكل الأحوال اليوم الوجوه أصبحت عارية، هناك اناس يقولون لك سقطت الأقنعة، أنا أقول الوجوه أصبحت عارية. لعبة النفاق انتهت، تحت الطاولة وفوق الطاولة مع اسرائيل انتهى. هذا المقصود. انظروا، البعض يعتبر أن ما يجري اليوم بين إسرائيل وبعض الدول العربية هو دليل هزيمة وأنا أقول إنه مؤشر خير ونصر لماذا؟ عندما يخرج المنافقون من صفوفكم يعني أنكم تقتربون من الانتصار، عندما يميز الخبيث من الطيب في معركة هدفها أعظم ما هو طيب وخير في هذا العالم فهذا يعني الاقتراب من الانتصار، ان شرف القدس يأبى ان تتحرر على أيدي المنافقين والخبثاء والعملاء والبائعين والمتخاذلين والمتساقطين والخائنين. القدس تتحرر على أيدي المؤمنين بالله وبرسالات السماء وبالأنبياء وبالمقدسات، والمؤمنين بشعوبهم، بحقوق شعوبهم، المخلصين الأوفياء المضحين، وهذا هو ما نقترب منه الآن. هذا الذي يجري ليس مؤشرا سيئاً، هذا مؤشر جيد.
وانتهت اللعبة، لعبة النفاق فوق الطاولة وتحت الطاولة ، دعوا الامور كلها تسير، أيها الإخوة والأخوات وأيها الشعب الفلسطيني، لا تأسَوا لا تحزنوا، لا تأسفوا، بالعكس هذا الفرز هو مؤشر ممتاز جداً وينقل المعركة إلى مرحلة جديدة ومتقدمة وأقرب إلى النصر..
خامساً: أياً تكن التطورات، على أمريكا وإسرائيل والأنظمة التي تعمل معهما أن يعرفوا جيداً أن الشعب الفلسطيني وأن شعوب أمتنا لن تعترف بإسرائيل ولن تقبل بإسرائيل ولن تطبّع مع إسرائيل، هذا الشعب المصري، هذا الشعب الاردني.. الحكام يمكن أن يطبّعوا، بعض النخب السياسية والثقافية والاعلامية نتيجة خوائها وضعفها وهوانها يمكن أن تطبّع، أما هذه الشعوب فلا يمكن أن تطبّع مع إسرائيل.
"شو ما صار" حروب اهلية وعرقية وطائفية وفتنة مذهبية وغربة وأخطار  و"اللي بدكن اياه" .. لا يمكن وهذا حكم حقيقي، أنا لا أبالغ ولا أعطي آمالاً، الوقائع تؤيد هذا، وبالتالي إسرائيل هذه سوف تبقى غريبة عن هذه المنطقة ومفروضة على هذه المنطقة ودولة احتلال ودولة إرهاب وسيأتي الزمان الذي سيقتلع فيه هذا الارهاب وهذا الاحتلال من أرض فلسطين . هم يقاتلون القدر ولكن قدر هذه الأمة وقدر هذه المنطقة هو هذا.
سادساً: على الأنظمة المتآمرة على محور المقاومة أن تعلم أنها لن تنتصر في هذه المعركة وليذهبوا "ويعملوا يلي بدّن اياه" (كيد كيدك وناصب جهدك واسعَ سعيك) فلا يمكن أن يربحوا هذه المعركة. "لو بدهن يربحوا" ولو يريدون أن يحسموا "لو بدهن ينتصروا" قبل ثلاث سنوات قبل ست سنوات، قطعوا وخلصت. بهذا المعنى مرّت وخلصت، لكن للأمام وبكل شيء تعملونه نعم سوف يكون هناك إضافة من الدماء ومن الشهداء وهناك دمار أكثر، ولكن لن تستطيعوا أن تحققوا هذه الاهداف اللئيمة والمشؤومة التي تسعون إليها.
أيضا بنفس الشفافية التي وعدتكم بها يجب أن أقول في المشهد السياسي الإقليمي والعربي والاسلامي الحالي، الذي يشكل رأس حربة في مواجهة محور المقاومة ويتآمر عليه إعلامياً وثقافياً وأمنياً وسياسياً وعسكرياً ومادياً ويعمل في الليل وفي النهار، إن الذي يقوم الآن بتقديم الأثمان للعدو دون أن يتكلف بأي عبء، إن الذي يفتح الأبواب الآن في العالم العربي والإسلامي لإسرائيل من أجل علاقات وتطبيع اقتصاد وتنسيق هو النظام السعودي. لماذا الاختباء وراء أصبعنا، لماذا.
اليوم السعودية بما تملك من موقع اقليمي، من موقع متقدم في العالم الاسلامي والعربي، بعدما ضعف الكل وتمزقوا وتشتتوا وتجوعوا، بما تمثل من موقع وبما تملك من مال وبما تملك من نفوذ وباسم الحرمين الشريفين وباسم الدين هي تفعل هذا كله. أليست هي هذه الحقيقة؟
ولذلك الأمة والعلماء والأحزاب والقوى والناس، وهنا لا أطلق خطاباً لبنانياً، بل على مستوى العالم العربي والاسلامي، يجب أن يعرفوا بهذه الحقيقة وأن يعترفوا بهذه الحقيقة وأن يواجهوا هذه الحقيقة، ويجب أن يعرفوا أن هذا النظام هو مدان في هذه الامة، لا نصفق له ونمسح له الجوخ ونقول له أحسنت، لأنه ذاهب ليبيع فلسطين والمنطقة كلها لترامب ليس فقط 450 مليار، هو ذهب ليبيع المنطقة كلها وكل شيء لترامب والأمريكان. والمحزن أكثر أن هذا النظام قال إنه يريد أن ينشئ مركزاً فكرياً لمحاربة الإرهاب. أن أقترح عليهم أنه لا يوجد ضرورة أن تدفعوا الأموال وتعملوا مراكز ودراسات. هما "كلمتين وردّ غطاهم" غيّروا المناهج التربوية في السعودية التي تعلّم الوهابية وأوقفوا تصدير الوهابية إلى العالم والعالم بألف خير، غير هذا كله يضحك على بعضه، الاتفاقات الأمنية والسياسية والاقتصادية، كل هذا حكي فاضي، المنشأ هذا الفكر، اليوم لما في العراق وفي سوريا تقاتل ويظهر في وجهك مئات الإنتحاريين، أليس حراما؟ مئات الإنتحاريين، هؤلاء يقاتلون من أجل المال؟ لا، هؤلاء يقاتلون من أجل دنيا؟ لا، لا بأس لنشهد بهذه الحقيقة، هؤلاء يقدمون على عمليات انتحارية لأنه هناك شخص أقنعهم، (معبّي لهم راسهم) أنه إذا فجرت نفسك في المسلم والمسيحي وفي السوق وفي الجامع وفي الكنيسة وفي المظاهرة وفي الضيعة وأين ما كان وفي العسكري وفي المدني، إذا فجرت حالك إنت طالع تفطر مع النبي، طالع تتغدى مع النبي، جزاؤك هو الجنة، وهو سيتفاجأ لما يكون من الأخسرين أعمالاً. إذاً الموضوع  قبل الأمن والعسكر والتحالفات والحرب على الإرهاب والكلام الفارغ، أول شيء هذا الفكر، هذا الفكر من أين أتى؟ من السعودية، من المدارس الوهابية، من هيئة كبار العلماء، وبالتالي الحرب على الإرهاب يجب أن يبدأ من هنا والباقي كله تضييع وقت وجهود وتضحيات، المؤسف أنها هي مصدر الفكر الإرهابي وهي تمول الإرهاب وهي اليوم تأتي تريد أن تحاسب رفقاتها وجيرانها بتهم دعم الإرهاب وتمويل الإرهاب، هذه طبعاً فضيحة، هذا شيء يعني لا يوجد لا خجل ولا حياء ولا شيء مخبأ، لم يعودوا مستحيين من شيء الجماعة على الآخر.
بكل الأحوال، نحن اليوم في يوم القدس أنا أقول على الأمة الإسلامية على كل الشعوب الإسلامية أن تطالب هذا النظام السعودي بوقف الحرب على اليمن، بوقف التدخل في الشؤون الداخلية في البحرين وغيرها وفي سوريا وفي العراق وفي إيران، ليست إيران التي تتدخل في شؤونكم، أن يطالب هذا النظام السعودي بوقف تصدير الفكر الوهابي الإرهابي إلى العالم وأن يطالب هذا النظام السعودي بعدم فتح الأبواب أمام إسرائيل لتدخل إلى العالم العربي بعد أن عجزت عن ذلك لعشرات السنين، هذه المطالبة هذه مسؤولية هذا ليس عملاٍ مستحباً، هذا اليوم من أوجب الواجبات وجزء من المعركة.
اليوم مسؤوليتنا في يوم القدس هي هذه،  ونحن أيضاً في حزب الله، في المقاومة الإسلامية في لبنان مع كل إخواننا وأخواتنا وأناسنا وأحبائنا وعوائل شهدائنا وجرحانا، اليوم أيضاً نجدد إيماننا بالقدس، إيماننا بالقضية الفلسطينية، التزامنا بطريق المقاومة، التزامنا بمحور المقاومة، التزامنا بهذه المعركة التي تعني مصير فلسطين ومصير الأمة، وفي هذا السياق نحن نقدم التضحيات في كل يوم، شهداء وجرحى وأحياناً يسقط لنا الأسرى، نقدم هذه التضحيات لأننا نؤمن بأننا في هذه المعركة نحمي أمن لبنان في مواجهة إسرائيل وفي مواجهة الجماعات التكفيرية، لأننا في هذه المعركة نصون منطقتنا ومقدساتنا ولأننا في هذه المعركة ندفع عن بلادنا وعن منطقتنا ما هو أسوأ وأبشع، هذا نموذج الداعش الذي فجر أمس مسجد من أهم وأعظم مساجد الموصل والأسوأ من هكذا أنه يتترس بأهل الموصل وعندما يتسنى لأحدهم أن يغادر يطلق على ظهره الرصاص، لم نشهد في التاريخ وحشية كتلك الوحشية التي تمثلها داعش اليوم التي أطلقتها علينا وعلى شعوبنا أميركا والسعودية، لم نشهد.
نحن في هذه المعركة سنواصل، سنكون حيث يجب أن نكون، وأنا أقول لكم من خلال كل الوقائع والمعطيات نحن نمشي بالدماء وبالشهداء وبالصبر وبالتضحيات وبالصمود نمشي إلى النصر المحتوم، إلى النصر الموعود، إلى النصر الآتي إن شاء الله، كل عام وأنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

العلاقات الإعلامية لحزب الله
جميع الحقوق محفوظة لـ © الجماهير برس RSS