كشف موقع اويل برايس البريطاني عن ان مشيخة آل سعود تواجه خلال الأسابيع المقبلة حربا جيوسياسية متوقعة في حال تواصلت الصراعات الداخلية التي تنخر كيانها وتهدد استقرار عائلة آل سعود وتوازن القوى في المشيخة وذلك في الوقت الذي يواجه فيه ولي العهد الجديد محمد بن سلمان معارضة داخلية واتهامات بمحاولة التخلص من الحرس القديم.

وأشار الموقع المختص بأخبار الطاقة والنفط في العالم إلى أن ملك النظام السعودي سلمان عين ابنه وليا للعهد بدلا من محمد بن نايف نهاية رمضان الماضي كما كلفه إدارة شؤون البلاد خلال العطلة التي يقضيها في المغرب في الوقت الذي لا يزال فيه ابن نايف يتمتع بنفوذ كبير في مؤسسات أساسية بالبلاد.

وتابع الموقع البريطاني: إن تنصيب محمد بن سلمان وليا للعهد جاء كذلك خلال فترة متقلبة وغير مستقرة في منطقة الخليج وسط توتر علاقات أنظمة السعودية والبحرين والامارات مع قطر وتكثيفها الضغوط على هذه المشيخة ما يزيد من حالة عدم اليقين في المنطقة.

ولفت الموقع إلى أن ولي العهد الجديد يواجه كذلك بعض الضغوط الشخصية إذ ان الحرب على اليمن والاستراتيجية السعودية الوليدة لتحقيق استقرار في سوق النفط وأزمة قطر اسفرت عن تراجع كبير في توقعات وكالات التصنيف الدولية الخاصة بنمو الناتج المحلي الإجمالي في السعودية فيما يتعرض منصب محمد بن سلمان لضغوط متزايدة مع تزايد قائمة مبادراته الفاشلة.

وأشار الموقع إلى أنه وفيما تنتشر إشاعات بأن صحة الملك سلمان تدهورت بشدة فإن مصادر سعودية لفتت في وسائل الإعلام إلى أنه يفكر في التنازل عن العرش لصالح ابنه خلال الأشهر القليلة المقبلة.

وبين الموقع البريطاني أنه وبينما تحيط الأخطار بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في ظل تراكم الضغوط الاقتصادية بسبب انخفاض أسعار النفط يخضع الجهاز الأمني في نظام آل سعود لإعادة هيكلة شاملة حيث تشير اصابع الاتهام إلى محمد بن سلمان بمحاولة التخلص من الحرس القديم التابع لولي العهد السابق في وقت تواجه المشيخة تهديدات أمنية داخلية وخارجية على حد سواء.

وأشار اويل برايس إلى أنه في الأسابيع الأخيرة جرد محمد بن سلمان وزارة الداخلية من العديد من سلطاتها الرئيسية بما في ذلك مكافحة الإرهاب وتم نقل جميع هذه الصلاحيات إلى هيئة منشأة حديثا تحمل اسم رئاسة أمن الدولة تخضع للإشراف الكامل للملك نفسه.

وأوضح الموقع البريطاني أن التغيير المفاجئ والجذري في الأجهزة الأمنية يشير إلى استمرار وجود المعارضة داخل نظام آل سعود ضد تولي محمد بن سلمان منصب ولي العهد فيما يعتبر تعيين الفريق أول عبد العزيز الهويريني على راس هذه الهيئة أنه محاولة لايجاد المزيد من الدعم لصالح محمد نظرا لاعتبار الهويريني من أنصاره.

ولفت اويل برايس كذلك إلى وجود معارضة لمجموعة كبيرة من أفراد عائلة آل سعود لتعيين محمد بن سلمان في منصبه الجديد إلى جانب وجود معارضة محتملة داخل الحرس القديم لقوات الأمن التي كان يقودها محمد بن نايف ولا سيما في ظل اعتبار متعب بن عبد الله رئيس الحرس الوطني السعودي حاليا هدفا يحتمل أن يتعرض للإقالة.

ولفت الموقع البريطاني إلى أن الحرس الوطني وفي حال استغلته المعارضة سيشكل تهديدا حقيقيا لمحمد بن سلمان ولا سيما في ظل إخلاصه الشديد لحاشية الملك السابق عبد الله.

يشار إلى أن النظام السعودي المستند إلى أيديولوجيا وهابية ظلامية يفرض قيودا صارمة على حرية الرأي والتعبير ويعاقب منتقديه بموجب قوانين استبدادية تشمل الجلد والصلب وقطع الرأس والأطراف بالسيف كما أنه ينتهك حقوق الإنسان على نطاق واسع وخاصة المرأة وسط تجاهل تام من حلفائه في الغرب بسبب العلاقات التجارية والاقتصادية التي تربطهما.