كشفت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير تلقى ملايين الدولارات من الإمارات أثناء عمله كمبعوث اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط ما يثير تساؤلات جادة حول حدوث تعارض في المصالح بين عمله في اللجنة وتلقيه مخصصات مالية من المشيخة الخليجية.

وأوضحت الصحيفة في سياق تقرير أعده إدوارد مالنيك أن وثائق اطلعت عليها توضح أن الإمارات كانت تمول العمل الرسمي لبلير عندما كان مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط وأن الأخير كان يتلقى في الوقت ذاته ملايين الدولارات كأجر لعمله الاستشاري للإمارات.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأموال التي قدمتها الإمارات إلى بلير مقابل عمله في اللجنة الرباعية لم تكن مدونة على موقع اللجنة الالكتروني على الرغم من وجود صفحة خاصة توضح مصادر التمويل والدخل.

ولفتت الصحيفة إلى أن مسؤولا كبيرا في وزارة الخارجية البريطانية كان يعمل أيضا كبير مساعدي بلير أثناء شغله منصب رئيس وزراء بريطانيا بالإضافة إلى عمله في مهام تتعلق بما وصفته الصحيفة بأنه “إمبراطورية بلير الخاصة للاستشارات”.

وكشفت وثائق رسمية عن علاقات اقتصادية ومالية وتجارية كانت تربط بين بلير والإمارات تضمنت تسهيل صفقات وتقديم استشارات وطفرة في الاستثمارات الإماراتية ببريطانيا وحقق بلير من هذه الصفقات ثروة ضخمة تقدر بمئة مليون دولار .

يذكر أن بلير وافق على الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 ودفع بآلاف من الجنود البريطانيين للمشاركة في هذا الغزو ضاربا بعرض الحائط شرعة الأمم المتحدة والقوانين الدولية ومتجاهلا المآسي التي شهدها العراق جراء الاحتلال الأمريكي وما نتج عنه من ظهور تنظيمات إرهابية جديدة في المنطقة.