آخر تحديث : الاثنين ( 06-05-2024 ) الساعة ( 5:36:37 صباحاً ) بتوقيت مكة المكرمة
آخر الأخبار :

#عاجل: الاجهزه الامنيه تكشف عن انجاز امني مهم جدا news #تحذير: امطار غزيره وصواعق وتدفق السيول بالمحافظات news #عاجل:سيول وفيضانات مدمرة وانهيارات أرضية تضرب هذه المحافظه اليمنيهnews #عاجل:سيول جارفة وأمطار غزيرة تهدد سلامة سكان هذه المحافظات اليمنية خلال الساعات القادمةnews #روسيا : الضربات الامريكية البريطانية على اليمن غير مقبولةnews #كوبا: تحذر من استمرار العدوان الأمريكي البريطاني على اليمنnews #المرشد الإيراني علي خامنئي تعليقا على بدء الهجوم على إسرائيل: ستتم معاقبة النظام الشريرnews #عاجل: الحدث...اطلاق عدد من صواريخ كروز المواجهه باتجاه إسرائيل news #عاجل: تحذير لكافة المواطنين من مخاطرَ خلال ساعاتnews هذه الدول تعلن يوم غد الثلاثاء المتمم لرمضانnews

بقية نص كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة يوم الولاية 1438هـ

بقية نص كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة يوم الولاية 1438هـ

الجماهير برس - صنعاء      
   الاثنين ( 11-09-2017 ) الساعة ( 6:50:10 صباحاً ) بتوقيت مكة المكرمة

هذه الولاية بمفهومها العظيم كيف ننفر منها، كيف يقول البعض: لا، لا، لا نريد هذه المفهوم أبدا، نريد المفهوم الآخر، نريد مفهوم يفتح كل الأبواب لكل جائر وظالم وطاغية ليأتي على عرش الأمة ويدوسها، بحذائه، ويركعها لجبروته وطغيانه، ذاك هو المفهوم المريح بالنسبة للبعض.

هذا المفهوم الآخر المفهوم القرآني، مفهوم ثقافة يوم الولاية، قدم الإمام عليه السلام من موقعه الذي جعله الله فيه، والذي وصل إليه بإرادة إلهية، وتربية إلهية، وتربية نبوية، بمعايير إيمانية، باعتباره في هذه الأمة بعد نبيها أرقى هذه الأمة في كماله الإيماني ومستواه الإيماني، وارتباطه بالمشروع الإلهي، من حيث العلم بهذا المشروع والمعرفة، من حيث الارتباط العملي والالتزام الحياتي لهذا المشروع الإلهي، ومن حيث الائتمان عليه، التخلق بأخلاقه، ومن حيث كذلك الالتزام بقيمه ومبادئه، علي كان في هذا المستوى في واقعه في الأمة، كان في هذا المستوى، ويأتي لهذا الدور امتدادا لنبي الله، لأنه ما بعد الأنبياء؟ هل انتهت المسألة؟! هل تنتهي ثمرة هذا النهج الإلهي، هل يغلق الله سبحانه وتعالى كل نوافذ النور هذه؟ ويترك المجال للظلمة لتطغى في واقع البشرية، هل نافذة النور تغلق عندما يعرج بروح نبي من الأنبياء؟ والنبي محمد هو خاتم النبيين، "خلاص" انتهى الموضوع؟! "يجلس الباقي في الظلام" إلى قيام الساعة؟ لا. لا بد من الاستمرارية لهذا المشروع ولهذا النهج الإلهي، ما بعد النبي صلوات الله عليه وعلى آله يأتي النص الإلهي ليقول: {وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِين َيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاة َوَهُم ْرَاكِعُونَ}، مقدما للإمام علي عليه السلام ضمن مواصفاته الإيمانية الراقية، ليأتي التقديم له في البلاغ النبوي في يوم الغدير ضمن تشخيص واضح بالاسم، (فهذا علي) وبالإشارة إليه باسمه وشخصه، ماسكا بيده، ومقدما له من فوق أقتاب الإبل، (فهذا علي مولاه) الإمام علي عليه السلام يستمر في هذا الدور، ما بعد النبي صلوات الله عليه وعلى آله، ودور مهم، ودور أساسي في مرحلة العادة القائمة فيما قبل الأنبياء السابقين هي حالة اختلاف بعد كل نبي من الأنبياء، وحالة نزاع بين أمته، فهل تترك هذه الأمة لتتنازع وتختلف، وتتفرق في دينها في مفاهيم هذا الدين، أي منا يمثل الامتداد الحقيقي للمنهج الإلهي، المفهوم الصحيح والتعريف الصحيح،  والمدلول الحقيق للنصوص، لا، بعد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، (فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه) تقفل ثقافة الغدير كل الأبواب على كل الجائرين والمتسلطين والطغاة لأنها قدمت النموذج، وقدمت للأمة ما يحفظ لها ويضمن لها أصالة الامتداد للنهج الإلهي ما بعد رسول الله صلوات الله وعلى آله، إن اختلفت الأمة أو تباينت أو تفرقت، ما بعد النبي، ما يوصلنا إلى النبي، من يوصلنا إلى هذا النبي؟ فنحن اليوم بعد أجيال، بعد أجيال تلو أجيال من عصر النبي إلى اليوم، أمتنا تفرقت، أمتنا اختلفت، أمتنا تباينت، في أكثر أمورها المتعلقة بهذا النهج الإلهي، إلى من نتطلع؟ هل تركنا هكذا ضحية في مرحلة من أهم مراحل التاريخ؟ أم أن هناك امتداد لهذا النهج في أعلامه في رموزه المؤتمنين؟ الذي حسم المسألة، ولهذا لاحظوا؛ الشيء الذي كان طبيعيا أن يحصل، ما بعد حجة الوداع وأثناء حجة الوداع والنبي يخبر أمته أنه يوشك أن يدعى فيجيب، وأنه على وشك الرحيل من هذه الحياة، هو أن تكثر التساؤلات حول هذه المسائل بين أوساط الأمة، وأن تسخن الاقتراحات والنقاشات والمداولات، فماذا بعد وفاته؟ كيف؟ ماذا سنفعل؟ ما سيحصل؟ ما...؟ لكن النبي لم يترك مجالا لأن تنشغل الأمة بالتساؤلات والجدل والنقاشات والاقتراحات ...الخ، لا. حسم المسألة وأوضح الحجة والمحجة لله سبحانه وتعالى، من خلال هذه النصوص وما سبقها من نصوص كثيرة ومهمة وواضحة، فقدم لنا ضمن مفهوم هذه الولاية المفهوم الذي يضمن الامتداد الأصيل لمنهج الله سبحانه وتعالى، ويحدد النموذج الأعظم والأرقى في الأمة الذي يمكن أن تكون الأمة متطلعة إليه على الدوام لتعرف من هم رموزها الذين ينبغي أن تلتف حولهم، أن تنتهج نهجهم، أن تأتمنهم في تجسيدهم لقيم الإسلام وأخلاقه، وفي تقديمهم لمفاهيم الإسلام ومدلول نصوصه، وهؤلاء هم (فهذا علي مولاه)، فلنتطلع إلى الإمام علي في زمن النبي في حياته في حياته مع رسول الله تلميذا، يربيه النبي صلوات الله عليه وعلى آله، يعلمه، ودوره في تلك المرحلة مع رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، دوره فيما بعد حياة رسول الله إلى حين استشهاده، ترى فعلا ما ترى فيه أيضا شواهد واضحة على تلك النصوص، ومصاديق عملية وحقيقة لتلك النصوص التي تحدثت عنه.

ولاية الإمام علي عليه السلام لم تكن مجرد ولاية سلطة انتهت باستشهاده، بل ولاية اقتداء واهتداء، تبقى الأمة مرتبطة بها على مدى الزمن في كل الأجيال، تبقى الأمة معنية بالالتفاف الدائم إلى علي عليه السلام لتستفيد من علي، كيف كان علي هذا في كل مراحل حياته، وفي كل مراحل دوره الكبير في الإسلام، وهذا الموضوع موضوع يعني يأتي الرد فيه والأخذ والنقاش والحديث في مقامات كثيرة جدا، لا تتسع له محاضرة، عموما نحن في هذا اليوم العظيم وفي هذه المرحلة التاريخية التي نعيشها كأمة إسلامية تواجهنا الكثير من التحديات، والكثير من الأخطار، ما يحدث اليوم عندنا في اليمن، ما يحدث في بقية المناطق في العالم الإسلامي والساحة الإسلامية، بحاجة إلى أن نلتفت إلى أصالة الإسلام في قيمه، في منهجه، في رموزه، فنرى فيه النور الذي يخلصنا من كل الظلمات، والذي ينقذ أمتنا من كل المحن، والذي يصحح لها واقعها بكل ما فيه من التباسات وأخطاء ومشاكل واضطرابات ...الخ، معنيون أن نتعاطى بمسؤولية فوق كل شيء، أن نترفع عن كل العصبيات، العصبيات داء جاهلي بقي في داخل الأمة وأثر على الأمة كثيرا، حتى في نظرتها إلى القرآن إلى الرسول إلى المفاهيم الإسلامية، معنيون اليوم أن نسعى إلى جمع كلمتنا على التقوى، على القيم الإسلامية الأصيلة، إلى معالجة كل المشاكل والمحن التي نعاني منها في واقع أمتنا الإسلامي، اليوم كلنا يرى من يشاهد من يتابع من يحمل الاهتمام لمعرفة واقع الأمة الإسلامية، إلى جانب ما في الداخل، داخل الإمة وفي ساحتها الداخلية من محن ونكبات وويلات ومآسٍ، نرى ما يحصل في بحق المسلمين في بورما، من مجاز الإبادة الجماعية والشاملة، من الاضطهاد الكبير وما يمكن أن يحصل في بلدان أخرى وحصل في السابق في مناطق أخرى من العالم، المسلمون أمة مستهدفة، أمة مستهدفة بكل ما تعنيه الكلمة، ولا يضمن لهم أن يكونوا أقوياء في مواجهة كل التحديات والأخطار الرهيبة التي تستهدفهم إلا أن تجتمع كلمتهم على الحق، وأن يعودوا إلى أصالتهم، أمة تتوحد، وتعتصم بحبل الله جميعا، ثم تتحرك في مواجهة تلك التحديات والأخطار، اليوم أين تلك الأنظمة التي تقدم نفسها على أنها هي المؤتمنة على الأمة الإسلامية والممثلة للإسلام  والمسلمين، أين هو النظام السعودي وأين هو النظام الإماراتي مما يحدث على المسلمين في بورما، أين هم، وأين مواقفهم التي تمنع ذلك الظلم، تلك الإبادات الرهيبة بحق المسلمين هناك، إبادات شملت عشرات الآلاف منذ بدايتها إلى اليوم، عشرات الآلاف من المسلمين قتلوا هناك بالذبح وبالحرق، وبوسائل الإبادة الجماعية، إبادات وجرائم تحدث هناك بحماية أمريكية، وتشجيع أمريكي، الأمريكي يعلن أنه يرفض حتى اللوم، حتى اللوم للسلطة المجرمة هناك في بورما التي ترتكب بحق المسلمين ما ترتكب من جرائم، يقول الأمريكي أنا أرفض حتى أن يلام من يرتكبون هذه الجرائم، إسرائيل تزود السلطة والبوذيين في بورما بالسلاح لإبادة المسلمين، والآخرون يأتون ليرتبطوا بأمريكا كل الارتباط بعد أن ابتعدوا عن الولاية في مفهومها الإسلامية الصحيح، أتوا ليرتبطوا بالولاية بالأمريكي، فيفتح لهم مجال للتدخل في كل شؤون أمتنا، في كل شؤونها بلا استثناء، اليوم الأمريكي يتدخل في كل شؤوننا في الساحة الإسلامية، شؤوننا السياسية وشؤوننا الاقتصادية وشؤوننا الثقافية وشؤوننا الفكرية، شؤوننا الاجتماعية في كل تفاصيل حياتنا، وفي كل شؤون حياتنا، وتصوغ برنامجا يأخذ من الإسلام شكليات معينة ثم يكون في واقع الحال على النحو الذي يتحقق من خلاله وتحقق من خلاله مصالح أمريكا فوق كل اعتبار، فوق كل شأن، فوق كل مسألة، المسألة الأولى والرئيسية تكون على هذا النحو، هذه النتيجة، نتيجة في الأول بالأول فتح المجال للجبارين والجائرين والظالمين، ثم ولاية الأمر اليهودية والصهيونية والأمريكية، لتكون هي من يحكم واقعنا.

نحن لا يسعنا في هذا المقام أن نتحدث عن كثير من التفاصيل المتعلقة بالوضع في بلدنا، والوضع في منطقتنا لكن لنا كلمة قريبة إن شاء الله في الأيام القادمة نتحدث فيها عن كثير من المسائل المهمة، يبقى لنا أن نتحدث عن واحدة من المسائل المهمة في هذه الكلمة، وهي فيما يعنينا في وضعنا الداخلي في اليمن، أنا أؤكد لشعبنا العزيز، وكذلك في هذا الشعب الوجاهات والحكماء والنخب أن وحدتنا الداخلية في هذه المرحلة بالذات وتماسك جبهتنا الداخلية في هذا التوقيت بالتحديد مستهدف بشكل كبير، وأن هناك سعيا مكثفا من قوى العدوان على ضرب وحدة صفنا وتماسك جبهتنا الداخلية؛ بغية التسهيل للأعداء مهمة الدخول إلى هذا البلد واحتلال هذا البلد، هناك جهد كبير، وهناك تأثير إلى حد ما في بعض القوى، بعض القوى التي ثقل عليها الشرف، وكبر عليها شرف التصدي للعدوان، وكأنها ترى فيه شرفا أكبر من رصيدها في الماضي، نحن إن شاء الله سنتحدث عن كثير من أمور المهمة، فيما يعني واقعنا في هذا البلد وفي المنطقة في كلمة قريبة، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يرضيه.

اللهم إنا نتولاك، ونتولى رسولك، ونتولى الإمام عليا عليه السلام، ونتولى أعلام الهدى أولياءك، ونبرأ إليك من أعدائك من كل الظالمين والجائرين والمستكبرين والمفسدين في الأرض، اللهم تقبل منا يا سميع الدعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

 


المسيرة نت
جميع الحقوق محفوظة لـ © الجماهير برس RSS