كشف سفير جمهورية فنزويلا البوليفارية بدمشق عماد صعب تفاصيل جديدة حول المحاولة الإنقلابية الفاشلة التي نفذتها المعارضة الفنزويلية بدعم وتخطيط من الولايات المتحدة موضحا أن من الأهداف التي كان مخططا أن تقوم بقصفها الطائرة المستخدمة في المحاولة “النيابة العامة للجمهورية وإدارة الأمن ومؤسسات حيوية” ومقرات “تلفزيون تيليسور والقناة الثامنة في التلفزيون الفنزويلي وعدد من القنوات المحلية”.
وأوضح صعب في كلمة له أمام ملتقى حواري دعت له سفارة جمهورية فنزويلا البوليفارية وعقد في فندق داما روز بدمشق اليوم أن التحقيقات المستمرة حول المحاولة الإنقلابية الفاشلة بينت أن الأهداف التي كان مخططا قصفها تبلغ نحو 12 منشأة ومؤسسة عارضا صورة حول أنموذج للطائرة العسكرية التي كانت تحاول تنفيذ الانقلاب وهي “طائرة مدججة بالصواريخ والقنابل تحمل لوحات أمريكية وتتبع شركة بلاك ووتر المعروفة بدورها القذر في العراق وتم تمويهها وطلاؤها لتشابه طائرات القوى الجوية الفنزويلية”.
وكان صعب كشف أمس في مؤتمر صحفي بمقر السفارة بدمشق أن الطائرة التي كان مخططا استخدامها في المحاولة الانقلابية كانت ستهاجم أيضا “القصر الرئاسي ووزارتي الداخلية والدفاع وعددا من المؤسسات المهمة ولكن قوى الأمن كانت يقظة وأحبطت هذه المحاولة الانقلابية”.
وأشار صعب إلى أن “المخطط الانقلابي كان يقضي في حال نجاح المحاولة التي فشلوا فيها بتشكيل حكومة انتقالية توافق عليها شخصيات اليمين الفنزويلي المتطرف وتقوم بإصدار بيان حكومي تم إعداده مسبقا من قبل الأمريكيين” موضحا أن “إشارة البدء بتنفيذ المخطط كانت نشر بيان لهذه الحكومة المؤقتة في إحدى الصحف المحلية وهذا ما تم فعله أيضا”.
وشرح سفير فنزويلا حقيقة الأحداث الجارية في فنزويلا والعمليات التخريبية التي ينفذها مثيرو الشغب والتي طالت المدنيين والبنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة بقيادة شخصيات من المعارضة الفنزويلية اليمينية المرتبطة بالصهيونية العالمية والمدعومة من الولايات المتحدة مؤكدا أن كل هذا موثق بالتسجيلات والصور التي تبين “وجود اجتماعات بين شخصيات المعارضة المتطرفة في الخارج مع شخصيات من المحافظين الأمريكيين الجدد وشخصيات صهيونية منها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”.
وتطرق صعب إلى “الدور القذر الذي لعبته الصهيونية العالمية عبر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الـ سي آي ايه والموساد الإسرائيلي في الكثير من دول العالم وخاصة في سورية بهدف زعزعة الاستقرار فيها وكسر إرادة الشعب والحكومة السوريين” مضيفا “لكنهم لم ولن يتمكنوا من ذلك”.
ولفت صعب إلى أن دعوة السفارة لهذا الملتقى تأتي بهدف “إحياء ذكرى الضحايا الذين سقطوا في أحداث فنزويلا وشرح حقيقة الأحداث لجبهة التضامن مع فنزويلا ولقادة الأحزاب السياسية والشخصيات الإعلامية والعشائرية والدينية والبرلمانية السورية والعربية” و”للتأكيد على أن عدو البلدين واحد وأن ما يجري في فنزويلا هو ذاته ما جرى ويجري في سورية”.
من جانبه أكد المفكر والكاتب الفرنسي تيري ميسان في تصريح لمندوب سانا أن العالم كان شاهدا منذ بداية العام على عدد من محاولات الإنقلاب الفاشلة التي خططت لها ودبرتها “إسرائيل” والولايات المتحدة في عدة دول منها “مقدونيا والأرجنتين وحاليا في فنزويلا وهناك محاولات كثيرة للتدخل بالشؤون الداخلية في سورية وأوكرانيا” موضحا أن “الأمر الذي تشترك فيه كل هذه الدول هو مقاومتها لإسرائيل والولايات المتحدة”.
وردا على سؤال حول تشابه ما يحدث في فنزويلا وسورية أشار ميسان إلى أن “الرئيس الفنزويلي الراحل أوغو تشافيز كان له عبارة شهيرة قبل أن تبدأ الحرب على سورية وهي أن “الشخصيتان الوحيدتان اللتان يهتم لهما أكثر من أي شيء في العالم هما الزعيم الكوبي فيدل كاسترو والسيد الرئيس بشار الأسد” مبينا أن هذه العبارة تدلنا على أن “الرئيس الأسد كان يعمل بشكل متواصل على إيجاد استقلالية لسورية وعدم تبعيتها للخارج وأنه كان الوحيد بين رؤساء العالم الذي يناضل لتحقيق ذلك”.
من جانبه أكد عضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي طارق الأحمد أن فنزويلا “تواصل الوقوف بعزيمة في مواجهة المخطط الأمريكي الإمبريالي” مضيفا إن “سورية ما زالت تقاوم بضراوة إلى جانب فنزويلا مثل هذه المخططات وهذا يؤكد أن معركة البلدين واحدة”.
وتم خلال الملتقى توزيع العدد الأخير من مجلة “رؤية فنزويلا” التي تصدر عن سفارة جمهورية فنزويلا البوليفارية بدمشق وتتضمن مجموعة من الأخبار والتصريحات والمقالات حول الوضع السياسي في فنزويلا والتي تركز على ضرورة العمل لإيجاد عالم متعدد الأقطاب إضافة لقسم خاص حول الثقافة والتضامن بين الشعوب.
حضر الملتقى الحواري عدد من أعضاء مجلس الشعب والأمين العام لحزب الشباب الوطني للعدالة والتنمية وممثلون عن أحزاب سورية وفلسطينية وممثل عن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي وشيوخ عشائر ورجال دين وممثلون عن عدد من المجموعات الشبابية.
وكان رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية نيكولاس مادورو أكد في كلمة له موجهة إلى الشعب الفنزويلي والمجتمع الدولي عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة أن الولايات المتحدة تتبنى قانونا يفرض عقوبات أحادية الجانب ضد فنزويلا بشكل يخالف القانون الدولي محذرا من أن هذه العقوبات “تعتبر انتهاكا أساسيا لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الذي يهدف أساسا إلى ضمان السلم والأمن الدوليين”.
