أكدت وزارة الخارجية الروسية أن المساهمة في البحث عن سبل تسوية الأزمة في سورية تصدرت جدول أعمال الوزارة لعام 2015 مشيرة إلى أن موسكو قامت بدور بارز في تشكيل مجموعة العمل الدولية لدعم سورية التي توصلت إلى اتفاق بشأن ضرورة مكافحة الإرهاب بالتوازي مع تحريك العملية السياسية بمشاركة جميع القوى السياسية في سورية.

ولفتت الخارجية الروسية في بيان أصدرته اليوم وأجملت فيه حصيلة عملها لعام 2015 إالى أهمية إصدار مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2254 الذي يتضمن خطة للتسوية السياسية في سورية على أساس الحفاظ على وحدة أراضي البلاد ومبدأ تقرير مصير سورية من قبل السوريين أنفسهم.

وأشارت الخارجية الروسية إلى أنها ركزت على قطع قنوات تمويل تنظيم داعش الإرهابي مؤكدة أن قيام تركيا بإسقاط القاذفة الروسية في أجواء سورية دليل على أن سياسة أنقرة تهدف إلى تشجيع الإرهابيين.

من جانب آخر أعلنت الخارجية الروسية أن محاولات واشنطن الرامية إلى عزل روسيا باءت بالفشل مؤكدة أن حلف الناتو لا يزال يمثل خطرا على الأمن الوطني الروسي.

وقالت الخارجية الروسية..إن “محاولات الولايات المتحدة الرامية إلى عزل بلادنا فشلت.. والحوار الثنائي الكثيف على المستويين العالي والأعلى يدل على ذلك بوضوح” مشيرة إلى أن موسكو واصلت العمل المشترك مع واشنطن في المجالات التي تخدم المصالح الروسية وضمان الأمن والاستقرار الدوليين بما في ذلك سورية وأوكرانيا كما ساهمت روسيا بالتعاون مع الولايات المتحدة بشكل كبير في التوصل إلى الاتفاق الشامل لتسوية الملف النووي الإيراني.

ودعت الخارجية الروسية واشنطن إلى الحوار على أساس المساواة والاحترام المتبادل والتخلي عن محاولات الابتزاز مشيرة إلى أن “الخطوات غير الودية ومحاولات الضغط على روسيا من قبل واشنطن لقيت خطوات مقابلة” كما طالبت موسكو واشنطن بوقف حملة اختطاف مواطنين روس في دول ثالثة.

وأشار البيان إلى أن موسكو اضطرت لاتخاذ تدابير لمواجهة التهديدات التي يمثلها حلف الناتو على الأمن القومي الروسي بسبب سياسة قيادة الحلف الخاصة باحتواء روسيا وزيادة قواته في دول شرق أوروبا والبلطيق وتكثيف التدريبات العسكرية قرب حدود روسيا.

وبينت الخارجية الروسية أن الجانب الروسي استخدم قنوات الحوار السياسي من أجل توضيح المخاطر المحتملة والانعكاسات السلبية لتغيير ميزان القوى في أوروبا ورسم حدود فاصلة جديدة في القارة الأوروبية.

وبشأن الاتحاد الأوروبي أكدت الخارجية الروسية في بيانها أن موسكو ركزت على تطوير العلاقات الثنائية مع الدول الأعضاء في الاتحاد التي تتبنى مواقف أكثر واقعية وعملية وذلك على خلفية سياسة المواجهة المسيسة بسبب الأزمة الأوكرانية مشيرة إلى مواصلة الحوار البناء مع فرنسا والحفاظ على علاقات إيجابية مع إيطاليا موضحة أن النمسا وهنغاريا واليونان وقبرص واصلت زيادة العلاقات مع روسيا على الرغم من موقف واشنطن والاتحاد الأوروبي.

وبخصوص العلاقات الروسية الصينية اعتبرت الخارجية الروسية أن موسكو وبكين أظهرتا مثالا للمواقف البراغماتية والمتوازنة على أساس القانون الدولي والعدالة في حل القضايا العالمية المهمة مشددة على أن العلاقات الروسية الصينية أصبحت عاملا أكثر توازنا في السياسة الدولية.

وأشارت الخارجية الروسية إلى أن البلدين تعاونا بفعالية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومجموعتي بريكس والعشرين وغيرهما من المحافل متعددة الأطراف.

وبخصوص القضية الفلسطينية أكدت الخارجية الروسية أن “موسكو سعت من خلال اللجنة الرباعية الدولية وغيرها في المحافل الدولية إلى وقف تصعيد العنف وتهيئة الظروف لإعادة إطلاق المفاوضات” مشيرة في هذا الصدد إلى التركيز على تعزيز التعاون مع الأطراف الإقليمية المعنية.

كما نوهت الخارجية الروسية بأن تنفيذ خطة العمل المشتركة الشاملة بشأن تسوية الملف النووي الإيراني ينبغي أن يصبح عنصرا مهما في تعزيز الاستقرار في المنطقة.

وبشأن أوكرانيا أكدت الخارجية الروسية أن نجاح منع تصعيد النزاع المسلح والالتزام بالهدنة في شرق أوكرانيا حصل بفضل جهود روسيا وعلى الرغم من محاولات الحكومة الأوكرانية التهرب من تنفيذ اتفاقات مينسك.

وأشارت الوزارة في بيانها إلى تزايد أهمية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا العام الحالي على خلفية تسوية الأزمة الأوكرانية وكذلك توحيد الجهود الرامية إلى مكافحة الإرهاب ومواصلة الحوار السياسي بشأن هيكلية الأمن الأوروبي وذلك في ظل تجميد الحوار بين روسيا والاتحاد الأوروبي والناتو.