رأت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية أن "إسرائيل" لم تعد تواجه خطراً خارجياً كبيراً يهدد وجودها، وأن وضعها الأمني لم يكن يوماً أفضل مما هو اليوم. وبفضل "التحالف الاستراتيجي" مع الولايات المتحدة، والتحالفات التي تتبلور مع بعض الدول العربية، أصبح وضعها السياسي راسخاً لكن "إسرائيل" تتعرض لتهديد وجودي جديد ومضاعف، قوامه ضعف "إسرائيل" وانقسام الشارع والتفكك من الداخل، إضافة إلى أن واقع "إسرائيل ثنائية القومية"، بحسب تعبير الصحيفة، يمثل تهديداً خطراً جداً على "إسرائيل". كما أن الجمود والشلل والفساد الأخلاقي والكراهية الداخلية عوامل تهدد مستقبل المشروع الصهيوني.

وأضافت الصحيفة: إذا تواصل مشروع الاستيطان، فسيعيش خلال عقد من الزمن أكثر من 700 ألف مستوطن في الضفة الغربية ولن يكون بالإمكان الفصل بيننا وبين الفلسطينيين. والحياة من دون فصل ومن دون انفصال ستتحول عاجلاً أم آجلاً إلى جهنم. وإذا تواصل الجمود السياسي فيمكن للمجتمع الدولي أن يدير لنا ظهره، وتتحول "إسرائيل" خلال عقد من الزمن إلى منبوذة، يخضع اقتصادها للحصار، ومن دون استثمارات أجنبية، ومن دون صادرات مترامية الأطراف ستصبح الحياة بائسة ويائسة.

وتقول الصحيفة: إذا تواصل الخلاف الداخلي فستذوب كل العوامل التي تحافظ حتى الآن على تماسك الإسرائيليين، وستنهار المؤسسات، ويتسلل العنف الذي يخرب الدول المجاورة إلى داخلنا، ويسلبنا الاستقرار السياسي. كما سيؤدي استمرار الاحتقان الحالي إلى فقدان "إسرائيل" خلال عدة سنوات آفاق الأمل.

وتضيف الصحيفة الإسرائيلية: لقد ارتكب اليمين واليسار في "إسرائيل" كل الأخطاء. اليمين لم يفهم أن استمرار السيطرة على شعب آخر هو عمل غير قومي يهدد اليهودية. واليسار لم يفهم أنه في الشرق الأوسط لن يتحقق السلام الاسكندنافي. وبدلاً من مواجهة هذا الواقع الصعب والمعقد معاً، اختار اليمين اتهام اليسار، واختار اليسار اتهام اليمين. والنتيجة هي أن مجموعات صغيرة من المتطرفين سيطرت على جدول العمل اليومي وسيطرت أيضاً على السلطة وباتت تقود "إسرائيل" نحو الكارثة. والمشكلة الوحيدة التي لم يتم حلها هي السياسة الإسرائيلية.

وتختم الصحيفة بالقول: إن قيادتنا السياسية الحالية فشلت بدرجة لا تحتمل. وإذا تجندنا جميعاً فيمكننا استبدال السلطة السيئة التي تحكمنا.