جدد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان تهديداته الانتقامية إثر محاولة الانقلاب وقال اليوم: إنه سيصدق على إلغاء حظر تطبيق عقوبة الإعدام في تركيا “حال إقرار هذه الخطوة من قبل البرلمان التركي.

وكان العديد من الدول الغربية وأعضاء حلف ناتو حذروا أردوغان من استغلال المحاولة الانقلابية لتعزيز إجراءات نظامه القمعية بحق معارضيه وتشديدها بينما أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن قرار النظام التركي إعادة تفعيل عقوبة الإعدام سيخرج جهود تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبى عن مسارها.

وأشار أردوغان وفقاً لقناة “سي إن إن تورك” إلى أن أنقرة ستوجه طلباً رسمياً للسلطات الأمريكية بترحيل المعارض والداعية التركي فتح الله غولن الذي تتهمه السلطات التركية بالوقوف وراء محاولة الانقلاب.

يذكر أن النظام التركي اعتاد على إلصاق أي معارضة يواجهها بهذا الداعية الذي يحظى بشعبية في أوساط تركيا وله مؤسسات وعلاقات وطيدة في الداخل التركي دون إعطاء أدلة واضحة.

وكان غولن نفى قطعياً أي تورط له بمحاولة الانقلاب.

إلى ذلك نفى الجنرال اكين اوزتورك القائد السابق لجيش البر التركي والمعتقل لدى سلطات أردوغان أن يكون له صلة بمحاولة الانقلاب وذلك لدى مثوله اليوم أمام المحكمة الجنائية بأنقرة.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن الجنرال أورزتورك قوله: لست ضمن من خططوا ونفذوا الانقلاب العسكري.. وأجهل من خطط له ونفذه.

وقررت المحكمة وضع الجنرال أوزتورك مع 25 جنرالاً وأميرالاً آخرين مثلوا معه قيد الحبس الاحتياطي حيث وجهت لهؤلاء الضباط تهمة محاولة الانقلاب.

وكانت وسائل إعلام تركية ضمنها وكالة أنباء الأناضول قالت في وقت سابق إن الجنرال اعترف بمشاركته في المحاولة

ويواصل رئيس النظام التركي حملات القمع والاعتقال والتنكيل بحق معارضيه مستغلاً المحاولة الانقلابية حيث أعلنت وسائل إعلام تركية إقالة 30 محافظاً و 50 من كبار المسؤولين بينما اعتقل نحو 9 آلاف من قيادات وضباط وعناصر الجيش والشرطة والقضاة والمدعين العامين.

في هذه الأثناء شهدت مدينة بيرينغين في بلجيكا سلسلة حوادث وقعت بين أنصار أردوغان ومعارضيه على خلفية محاولة الانقلاب في تركيا.

وذكرت إذاعة “بريميير” البلجيكية إن صدامات وقعت بين الطرفين بعد أن نظم عدد من أنصار أردوغان مظاهرة أمام مبنى مركز اجتمع فيه مؤيدو المعارض التركي فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة.

الأمم المتحدة تدعو النظام التركي إلى احترام الحقوق الأساسية بعد قيامه بحملات قمع واسعة

من جانب آخر دعت الأمم المتحدة اليوم النظام التركي إلى احترام الحقوق الأساسية كحرية التعبير وإجراء محاكمات عادلة للحفاظ على الديمقراطية في تركيا” مع قيام النظام التركي بحملات قمع واسعة في البلاد بحجة ملاحقة المسؤولين عن الانقلاب

ونقلت “ا ف ب” عن فرحان حق المتحدث باسم الأمم المتحدة قوله : يجب الحفاظ على النظام الدستوري بشكل تام استناداً إلى مبادئ الديمقراطية والحقوق الأساسية بما في ذلك الاحترام التام لحرية التعبير وإجراء محاكمات عادلة.

وكان رئيس وزراء النظام التركي بنيالي يلديريم أعلن عن توقيف أكثر من 7500 شخص بحجة محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا مساء يوم الجمعة الماضي.

ويواصل النظام التركي إجراءاته الانتقامية القاسية بحق من يتهمهم بالمحاولة الانقلابية حيث أفادت وسائل إعلام تركية بأن الآلاف من أفراد القوات المسلحة بينهم جنود وضباط من الذين اعتقلوا شوهدوا في صور تلفزيونية مجردين من ملابسهم وقيدت أياديهم في مراكز الشرطة والقاعات الرياضية بينما تم عزل الآلاف من القضاة والمدعين وسط تساؤلات عن مبررات عزل القضاة والمدعين بسبب المحاولة الانقلابية.