قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إنه من غير المقبول تصديق فكرة ان الحكومتين السعودية والاسرائيلة لم تصادقا على زيارة الجنرال السعودي انور عشقي إلى اسرائيل مشيرة إلى أن مدينة رام الله كانت المحطة الأولى للجنرال المتقاعد عشقي  حيث اجرى خلالها محادثات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

ولفتت إلى أن رئيس الوزراء الأسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف في الــ 25 من الشهر الجاري العلاقات التي تربط اسرائيل والسعودية بأنها وطيدة كما كشف عن علاقات مماثلة مع بعض الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية.

وقالت إن الجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية في جدة  رأس وفداً سعوديا ضم العديد من رجال الأعمال والأكاديميين السعوديين للقاء مسئولين إسرائيليين, حيث أثارت هذه الزيارة جدلاً واسعاً.

ومن ثم حط الجنرال المتقاعد أنور عشقي رحاله في مدينة القدس حيث عقد اجتماعا مطولاً مع مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلي دوري غولد في إحدى الفنادق على أرض محايدة.

وشغل الجنرال أنور عشقي منصب مستشار السفير السعودي لدى الولايات المتحدة الأمريكية الأمير بندر بن سلطان, في الوقت الذي لم تقم فيه المملكة العربية السعودية أي علاقات دبلوماسية مع دولة إسرائيل.

وقالت “ليموند” إن  مجلس العلاقات الخارجية في العاصمة الأمريكية واشنطن نضم في الرابع من شهر يونيو من العام المنصرم ندوة حضرها الجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي ومدير وزارة الخارجية الإسرائيلي دوري غولد حيث أثارت مصافحة الجنرال عشقي لمدير وزارة الخارجية الإسرائيلي جدلاً واسعاً.

وفي إحدى اللقاءات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية وجه سؤلاً للجنرال المتقاعد عشقي حول إمكانية العمل المشترك بين دولة إسرائيل والمملكة العربية السعودية في حال أعلنت تل أبيب قبوله للمبادرة العربية, و أشار عشقي إلى أن المبادرة العربية التي تقدم بها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز في العام 2002 لم يتم الرد عليها حتى الآن من الجانب الإسرائيلي.

تضمنت هذه الزيارة العديد من الاجتماعات حيث التقى الجنرال عشقي أعضاء في البرلمان الإسرائيلي ممن يدعمون هذه المبادرة, كما أبدى مسؤلون إسرائيليون رغبتهم في زيارة قيادات سعودية وبالأخص القصر الملكي السعودي.

واشارت “ليموند” إلى أن مقامرة دولة إسرائيل في لعبة التقارب مع السعودية والتي تحاك خلف الستار تمثل المخاوف المشتركة التي يتقاسمها البلدان تجاه التهديد الذي تمثله الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

واضافت” يُنظر إلى المملكة العربية السعودية على أنها البلد العربي ضمن هرم الدول العربية التي لا تريد الاستسلام للمأزق السياسي بين الإسرائيليين والفلسطينيين, فهي تعمل على الحفاظ على الاحتلال بالإضافة إلى دورها في تشجيع عمليات الضم الفعلي للأراضي الفلسطينية التي يقوم بها المستوطنون والجيش”.