وسط انتشار كثيف لقوات مكافحة الشغب تشهد العاصمة اليمنية صنعاء عصر اليوم مسيرات حاشدة الأولى تطالب بإقالة الحكومة والغاء قرار الجرعة السعرية للمشتقات النفطية وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والتي انطلقت من مقر اعتصامها في شارع المطار شمال أمانة العاصمة جوار مطار صنعاء ووزارتي الداخلية والمواصلات والكهرباء جابت عدد من الشوارع المجاورة لساحة اعتصامها وبمشاركة الآلاف من اليمنيين بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم والتي مصرة لن تفارق ساحة اعتصامها حتى تنفيذ مطالبها التي تعتبرها مطالب أبناء الشعب اليمني برمته والتي قد كان دعا لها السيد عبدالملك الحوثي الذي يتبنى مطالبها ويفاوض الرئيس هادي بشأنها وكان الرئيس هادي قد شكل لجنة رئاسية خلال الأسبوع الماضي بمشاركة أحزاب سياسية وبرئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء اليمني احمد عبيد بن دغر الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وتتكون عضويتها عدد من الأحزاب اليمنية والشخصيات السياسية وقد توجهت بعد تكليفها بالنزول إلى مدينة صعدة شمال اليمن للالتقاء بي السيد عبدالملك الحوثي الذي يتزعم حركة أنصار الله التي شاركت في مؤتمر الحوار الوطني في إطار ما يسمى بالمبادرة الخليجية والدولية لحل الأزمة اليمنية..
وقد كان اليوم التقى الرئيس اليمني عبدربه هادي منصور باللجنة الرئاسية بعد عودتها إلى صنعاء وفشلها في مهمتها وأعلن المتحدث باسم اللجنة الرئاسية عبدالملك المخلافي إلى محافظة صعدة أن مهمة اللجنة قد فشلت مؤكدا المخلافي على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن جماعة الحوثي رفضت كل الحلول والمقترحات التي قدمت في كل القضايا ووفقا لما نقلته المواقع الاخبارية اليمنية بقولها قدمت اللجنة للرئيس هادي تقريرها العاجل ولم يكن كما كان المأمول من أجل الحفاظ على الأمن ووحدة واستقرار اليمن وتقدم اللجنة الاثنين تقريرها الكامل في اجتماع موسع يوم غد دعا إليه رئيس الجمهورية لقيادة الدولة والحكومة ومستشاري الرئيس كما سيتم استعراض التقرير أمام اجتماع حاشد أما مختلف مؤسسات الدولة وكانت الحكومة أمس السبت عرضت استقالتها في غضون شهر مع إعادة انخفاظ سعر الوقود من أجل اسقاط الاحتجاج ومن جانبه أعلن الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام وفقا لمنشور نشر على صفحته في فيسبوك وصفحات انصار الله تحت عنوان توضيح للناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام حول عمل اللجنة الحكومة جاء فيه : توضيحا لمسار عمل اللجنة الحكومية لمناقشة القضايا التي طالب بها الشعب اليمني وخرج من أجلها ، قرار الجرعة ، وتغيير الحكومة ، والبدء بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وبعد نقاشات مستفيضة إتضح أنهم غير مخولين للنقاش في القضايا التي طالب بها الشعب اليمني وإنما يحملون رسالة أن نستجيب لموقفهم دون إيجاد حلول واضحة . ومع أننا قدمنا لهم الكثير من البدائل والحلول من أجل إيجاد صيغة تمثل حلا لمطالب الشعب اليمني وتزيل المخاوف التي يطرحونها إلا أنهم رفضوا كل تلك الحلول . وفيما كان المفترض أن يحملوا رسالة إلى الرئيس توضح البدائل التي طرحناها والقضايا التي تم تناولها فوجئنا بهم يغادرون صعده صباح يومنا هذا ولهذا نؤكد أن اللجنة لم تكن مخوله لطرح القضايا بشكل واضح أو تناول البدائل المطلوبة التي تساعد الشعب على تجاوز الحالة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها . وسنقوم بإرسال رؤيتنا للمعالجات إلى رئيس الجمهورية.
والمسيرة الثانية المسيرة انطلقت من جوار منزل رئيس الجمهورية في منطقة عصر إلى منطقة باب اليمن وسط العاصمة صنعاء والتي تقف إلى جانب الحكومة تحت مسمى الاصطفاف الوطني لحماية الثوابت الوطنية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ومواجهة كل التحديات وكذلك رفضا لكافة الأعمال الخارجة عن النظام والقانون التي تستهدف أمن الوطن واستقراره ووحدته ونظامه الجمهوري واتهمت المسيرة منهم موجودين في الاعتصام في شارع المطار بأنهم جماعات مسلحة تتبع السيد عبدالملك الحوثي زعيم جماعة أنصار الله وأنهم محاصرين صنعاء ومدججين بالأسلحة سعيا منهم لفرض خياراته الخارجة عن الإجماع الوطني بالقوة المسلحة.. وفقا لوكالة الأنباء اليمنية سبأ .
وبنفس الصدد نقلت وكالة الأنباء اليمنية سبأ ترأس الرئيس اليمني اجتماعا للجنة الأمنية والعسكرية العليا هذا اليوم وذلك لتدارس الموقف الأمني في صنعاء وعمران في ضوء التطورات الجديدة والتحديات الأمنية التي تفرضها جماعة الحوثي المسلحة. وقالت الوكالة سبأ وحث الاخ الرئيس الجميع على اليقظة العالية والحذر ورفع الجاهزية والاستعداد لمواجهة اية احتمالات تفرض. وقالت الوكالة أكد الرئيس اليمني ان الدولة حريصة على تثبيت السكينة العامة والحرص على الأرواح والدماء الزكية. وكما نقلت عن الرئيس قوله " إن صنعاء اليوم يقطنها مليونان وسبعمائة الف نسمة من كافة أبناء اليمن وليست صنعاء الستينات، فالعاصمة صنعاء اليوم هي عاصمة الوحدة اليمنية عاصمة ٢٥مليون يمني من كل أبناء اليمن بمختلف مشاربهم وثقافاتهم ". وكما تابعت الوكالة أشارة الرئيس الى ان هناك ربما اجندات خفية ومشبوهة, وليست اليافطات و الشعارات التي ترفعها جماعات الحوثي سوى دغدغة لمشاعر وعواطف الشعب ومسكنات كاذبة تخفي ورآها مرامي وأهدافاً أخرى .. معتبرا أن كل من يتعارض مع مخرجات الحوار الوطني يعد تحديا سافرا للإجماع الوطني. وأوضح الرئيس اليمني أن جميع المذاهب تتعايش في اليمن منذ مئات السنين ولا يوجد ما يتعارض أو يفرق بينها .. ووفقا للوكالة أن الرئيس بين أن الجميع كانوا يقفوا صفا واحدا مع الثورة والنظام الجمهوري والوحدة الوطنية ويقفون في خندق واحد في مختلف المواقف والظروف والتحديات التي مر بها الوطن منذ الأزل.
يشار الى ان أغلبية الأحزاب الرئيسية الممثلة داخل البرلمان وممثلة في الحكومة اليمنية لم تشارك في هذه المسيرة ومنها من أطلق المبادرات الوطنية لتجنيب اليمن الذهاب إلى منزلق خطير وتضمنت إقالة الحكومة وإعادة النظر بالجرعة السعرية للمشتقات النفطية.. ويؤكد مراقبون مخاوفهم وقلقهم لما تعيشه العاصمة صنعاء من حالة احتقان ممكن أن يتفجر في غضون لحظات بين الطرفين كون اليمن أصبح منزوع السيادة وتتحكم به محاور إقليمية ودولية وأصبح لا يمتلك قراره وسيادته بل مرهون للخارج الذي أصبح يعبث به صباحا ومساء.
