بعد أسبوعٍ على بدء عمليّة غزو جرابلس السّوريّة، والّتي أطلقت عليها أنقرة تسمية "درع الفرات"، وبعد يومٍ من إعلان واشنطن هدنة غير رسميّة بين القوّات التّركيّة والمقاتلين الأكراد في سوريا، ونفي أنفرة لذلك، بدأت الخلافات الأميركيّة - التّركيّة تطفو على السّطح.
لم يخفِ الإعلام التّركي الموالي للسّلطة "الغضب التّركي" من واشنطن. تحت عنوان "عمليّة الجيش السّوري الحرّ في جرابلس خلال أسبوع"، اعتبرت وكالة "الأناضول" التّركيّة الرّسميّة أنّ "الولايات المتّحدة لم تفِ بوعودها بينما الجيش السّوري الحرّ قام بالواجب"، موضحةً أنّ "واشنطن كانت قد وعدت أنقرة بأن قوات سوريا الديمقراطية ستنسحب من المنطقة نحو شرق الفرات عقب الانتهاء من عملياتها ضد داعش".
وتابعت "الأناضول" "أخلفت الولايات المتحدة بوعودها، فيما ذهب التنظيم الإرهابي إلى أبعد من ذلك، ليستغلّ فرار داعش من المنطقة، عقب عمليّة درع الفرات، لتوسّع سيطرتها على أطراف نهر الساجور، أحد روافد الفرات".
و عرضت "الأناضول" محصّلة الأسبوع الأوّل من عمليّة" "درع الفرات"، والّتي أعطت فيها لـ"الجيش الحرّ" وحده الدّور الأكبر في "الإنجازات" المحقّقة"، مهمّشةً أيّ دور لـ"التّحالف الدّولي" وعلى رأسه الولايات المتّحدة، والّذي كان من أبرز الدّاعمين لعمليّة الغزو عند انطلاقتها.
وذكرت الوكالة أنّ "الجيش الحر" استطاع "خلال أسبوع من العملية تحرير 38 قرية، وبذلك يكون قد تقدّم بعمق 24 كيلو مترًا اعتباراً من الحدود التّركية – السّورية"، مشيرةً إلى أنّه "وصل إلى نهر الساجور أحد أذرع نهر الفرات أقصى جنوبي المدينة".
وبحسب "الأناضول"، حقّقت "المعارضة السّوريّة تقدّماً في بلدة جوبان باي (الراعي) المحاذية لولاية كيليس جنوبي تركيا، لتتقلص المسافة على الخط الفاصل بين المنطقة التي تشمل البلدة ومدينة اعزاز من جهة وجرابلس من جهة أخرى، نتيجة وجود تنظيم "داعش" فيها، من 52 كيلومتراً إلى 25 كيلومتراً".
إلى ذلك، عادت أنقرة لتؤكّد، يوم الأربعاء، نفيها لأيّ هدنةٍ بينها وبين المقاتلين الأكراد في شمال سوريا، والّتي كانت أكّدتها واشنطن أمس الثّلاثاء. وأكّد رئيس الوزراء التّركي بن علي يلديريم، يوم الأربعاء، أنّ أنقرة ستواصل عمليّاتها في سوريا "لحين زوال جميع التّهديدات".
وقال الوزير التركي للشؤون الأوروبية عمر تشيليك "لا نقبل في أي ظرف تسوية أو وقفاً لإطلاق النار بين تركيا والعناصر الكردية"، معتبراً أنّ "الجمهوريّة التّركية دولة شرعية وذات سيادة،ولا يمكن وضعها على قدم المساواة مع منظمة إرهابية".
وأشار وزير الدّاخليّة التّركي إفكان ألا إلى أنّ "أنقرة ألقت القبض على 815 شخصاً منذ بداية العام الحالي ضمن حملتها على تنظيم داعش"، لافتاً الانتباه إلى أنّ "أكثر من نصفهم أجانب".