أكدت صحيفة الوطن العمانية أن النظام التركي ومن خلال مواقفه الأخيرة يحاول مجاراة الولايات المتحدة والتعلم منها فنون نقل البندقية الموجهة ضد الجارة سورية من كتف إلى كتف وتقليدها في ممارسة السياسة البهلوانية في الخيارات السياسية والرقص على مختلف الحبال تحت مسميات وشعارات محاربة الإرهاب فيما الحقيقة أنها تكشف عن أحلام لا يمكن وصفها إلا بأنها تآمرية وعودة إلى النبش في الأوراق القديمة التي خطت عليها حكومة حزب العدالة والتنمية الأحلام العثمانية والسلجوقية.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان “عودة الأحلام بتحقيق الأطماع” إن “وصف هذه الأحلام بأنها تآمرية بحتة يأتي لانتفاء الأسباب الموجبة إليها فما قامت به أنقرة وبدعم أميركي واضح هو عملية تسليم وتسلم في مدينة جرابلس بين تنظيم “داعش” الإرهابي والتنظيمات الإرهابية التي أنتجتها ورعتها ودعمتها والتي أسماؤها تؤكد أنها تركية بحتة بخلفيتها العثمانية والسلجوقية والإسلاموية مثل “تنظيم نور الدين زنكي” وتنظيم “السلطان مراد” وتنظيم “أحرار الشام” وتنظيم “النصرة” وتنظيم “داعش” وغيرها”.

وأشارت الصحيفة إلى أن السؤال الذي يفرض ذاته هو “لماذا تعود أنقرة مرة أخرى وفي هذا الوقت إلى الكشف عن سعيها إلى إقامة مناطق “حظر طيران” في شمال سورية والإجابة هنا واحدة وهي حماية هذه التنظيمات الإرهابية التي حلت محل تنظيم “داعش” الإرهابي”.

وتابعت الصحيفة إن هذا الموقف يهدف وكما جاء على لسان محللين سياسيين أتراك قريبين من النظام أولا لتحقيق الحلم القديم بسلخ أراض سورية في الشمال وإلحاقها بالدولة التركية بزعم أنها أراض تركية بالأساس وثانيا الحرص على حماية التنظيمات الإرهابية التابعة لها لتضمن دورا في أي حل للأزمة في سورية حسب اعتقادها.

وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن نظام رجب أردوغان وبعد محاولة الانقلاب الأخيرة “حاول إعطاء انطباع أنه بصدد إحداث استدارة والتكفير عن كل ما فعله بحق سورية وشعبها إلا أن ما يفعله حاليا عسكريا وسياسيا لا يعبر عن استدارة وتكفير عن خطايا وإنما بيع لأوهام الاستدارة والتكفير وتوظيف للتطبيع مع موسكو وطهران لإضفاء مظلة سياسية للاستباحة التركية للسيادة السورية وهذه هي الحقيقة التي يجب ألا تغفلها عين المراقب الحصيف”.