اعتبر الكاتب الصحفي علي حيدر أن الحاجة لتطوير التحالف بين النظام السعودي والكيان الإسرائيلي باتت أكثر إلحاحا من أي مرحلة مضت ولكن الطرف السعودي يجد نفسه ملزما باعتماد سياسة التدرج في تظهير العلاقات مع تل أبيب وتطويرها ومع ذلك فإن مسار التطورات الإقليمية وفشل الرهانات المتوالية قد يدفعان الرياض للمبادرة إلى تظهير وتعزيز العلاقات مع كيان الاحتلال.

وقال الكاتب في مقال له بصحيفة الأخبار اللبنانية نشر اليوم.. إنه وبنظرة خاطفة إلى التحديات التي مر بها كيان الاحتلال الإسرائيلي طوال تاريخه يمكن القول إنه استفاد وتناغم وتكامل مع الدور السعودي الإقليمي في أغلب مراحله وبما يتناسب مع الظروف السياسية لكل منهما مشيرا إلى أن الكيان كان وما زال العدو اللدود لكل من ناصبه النظام السعودي العداء في العالم العربي.

ولفت الكاتب إلى أنه وعلى الرغم من أن الخطاب الرسمي العربي العام والظروف السياسية حالت دون تقارب بين الرياض وتل أبيب في مراحل تاريخية سابقة لكن ذلك لم يحل دون تموضعهما في المعسكر الدولي والإقليمي نفسه بل وتقاطعت أولوياتهما في أكثر من محطة تاريخية ولتفسير هذا التداخل يكفي الاستناد إلى حقيقة أن كلا الكيانين السعودي والإسرائيلي وجد في الحيز الإقليمي ذاته وفي المرحلة التاريخية نفسها وعلى يد الدولة الاستعمارية ذاتها بريطانيا ويتظللان حاليا بالمظلة الدولية نفسها الولايات المتحدة.

وأوضح الكاتب أن كلا الجانبين يتبنيان الخطاب السياسي نفسه وتتقاطع أولوياتهما الاقليمية إلى حد التطابق في تحديد الأعداء وكيفية مواجهتهم… بل يلاحظ أن مفردات الخطاب الدعائي تكاد تكون هي نفسها سواء لجهة المفردات المذهبية وتصنيف القوى الإقليمية فيما يتعلق بالنظرة والموقف من حزب الله وسورية وإيران مبينا أن ما نشهده من مواقف وخطاب إسرائيلي رسمي وغير رسمي وتقارب سعودي باتجاه الكيان الإسرائيلي ظهر منه حتى الآن عدد من اللقاءات العلنية وصولا إلى زيارة الوفد السعودي برئاسة الضابط المتقاعد أنور عشقي إليه ليس سوى حد أدنى ومقدمة لما يتوقع أن نشهده في المرحلة المقبلة.

ورأى الكاتب أن فشل الرهانات السعودية سواء في سورية أو العراق أو لبنان أو اليمن يظهر الحاجة الملحة والمتبادلة بين تل أبيب والرياض ما يدفع باتجاه ضرورة تطوير مستوى التنسيق والارتقاء به إلى التحالف الاستراتيجي المعلن وخاصة أن مستقبل التطورات قد تتطلب أدوارا ومهمات لا يمكن إبقاؤها ضمن إطار السرية.