في الوقت الذي لا تزال فيه القوات العراقية تواصل سعيها لتحرير الموصل  عبر عملياتها التي لم تتوقف حتى اللحظة ، يحاول تنظيم داعش مشاغلة هذه القوات عن طريق عدة وسائل ولعل آخرها قيامه بنسف جسر صغير فوق نهر الخوصر شرق مدينة الموصل، بالإضافة إلى اقتحام عشرات المنازل في حي السكر قرب الجسر المذكور وإخلائها من سكانها مهددين من يرفض بالقتل، وذلك لاستخدام تلك المنازل كمواقع لمواجهة القوات العراقية دون الاضطرار إلى النزول للشارع .

ومع التقدم الذي تحرزه القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي فان نسوة الموصل قررن  المشاركة في عمليات التحرير بحيث اتحدت قوة نسوية تضم عراقيات لتحدي ومواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي الذي فرض عقوبات وأوامر صارمة على النساء في الموصل، منذ اليوم الأول لاستيلائه عليها في منتصف عام 2014، بإجبارهن على ارتداء الخمار وسلب حرياتهن الشخصية، بالإضافة إلى حرمانهن من إتمام الدراسة في مراحلها كافة للصغيرات من الابتدائية وصولا إلى الجامعات التي أغلقت بسبب الفكر المتطرف والجاهل الذي يحمله الدواعش.

وتضم القوة النسوية نساء موصليات قويات شجاعات تواصلن من مختلف العالم، أغلبهن في خط التماس الأول لموجهة عنف “داعش” وأثاره على النازحات، وغيرهن اللواتي يصارعنَّ رعب الدواعش وأفعالهم الأشد همجية ووحشية داخل الموصل، شمال العراق.

وتتوزع مهمام هذا الفريق على الشكل التالي: فهناك اثنتين منهن في الميدان لتفقد أحوال النازحات والهاربات من هيمنة تنظيم “داعش”، في المخيمات قرب نينوى.

وهناك عضو من الفريق تتواجد داخل الموصل حالياً، أي في منطقة تحت سيطرة “داعش”، متحدية الخوف والرعب والتهديد بالموت المحيط بها باعتبار الدواعش يصفون كل من يسرب معلومة أو يتواصل مع جهات تعمل بالضد منه، وهناك طبيبة، وأخرى أستاذة جامعية ومترجمة ، وأخريات معلمات وناشطات مدنيات تتراوح مهامهن بين إيصال المساعدات والمواد الغذائية والدواء ليس فقط للنازحات وإنما لكل من استطاع النجاة من وحشية “داعش” والهرب منه إلى بر الأمان.

كما ويعاني النازحون من بطش داعش ظروفاً صعبة حيث أن الظروف الجوية  سيئة للغاية، بالإضافة إلى متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة، ووفقاً لرئيس منظمة “رقيب الديمقراطية” لحقوق الإنسان فإن الزيارات الميدانية وبرنامج مساعدة النازحين التي تتكفل بها مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع الدولي والمنظمات المحلية للتعاون مع متطلبات النازحين، تشير إلى تحدي كبير في هذا الجانب، كما إن السياق الذي اعتمد من الدولة العراقية ويجري التنسيق بصدده من المنظمات الرسمية وغير الرسمية، هو عبارة عن إخلاء تقوم به القطعات العسكرية في المناطق المحررة إلى مناطق خارج مناطق النزاع العسكري، وجمع المواطنين في مناطق آمنة، وهناك تحديات كبيرة في عملية الإخلاء، منها استهداف بعض قوافل النازحين من قبل عصابات “داعش”، كذلك التحديات المتعلقة بالوصول إلى المناطق بسبب الإجراءات الأمنية المعقدة حرصًا على حياة الناس.